إليه ، قادر أن يعيده كما بدأه. قال : أوضح لي ذلك. قال : إن الروح مقيمة في مكانها ، روح المحسن في ضياء وفسحة ، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير ترابا ، منه خلق. وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها مما أكلته ومزقته كل ذلك من التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الأرض ، ويعلم عدد الأشياء ووزنها ، وأن تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب. فإذا كان حين البعث مطرت الأرض فتربو أي تنمو الأرض ثم تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مخض ، فيجتمع تراب كل قالب فينقل بإذن الله تعالى الى حيث الروح فتعود الصور بإذن المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا الخبر.
العاشر : ما في الجزء السابع من بحار الانوار طبع الجديد ص ٤٠ بسند صحيح عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله لجبرئيل : يا جبرئيل أرني كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة؟ قال : نعم فخرج الى مقبرة بني ساعدة فأتى قبرا ، فقال له اخرج بإذن الله فخرج الرجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول : والهفاه واللهف هو الثبور ثم قال : ادخل فدخل ثم قصد به الى قبر آخر فقال : اخرج بإذن الله فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ثم قال : هكذا يبعثون يوم القيامة يا محمد.
عن علي عليهالسلام عن رسول الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله بعثت بالحق ، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت ، وحتى يؤمن بالقدر.
إجماع جميع الأنبياء على وقوع المعاد :
قد أجمعت جماعة الأنبياء طرا على وجوب الاعتقاد بالمعاد الجسماني والروحاني