الطير وذوات الثدي وآخرها القرد ثم ترسم أعضاؤه وحواسه مترتبة منظمة ، بحيث تكون قامته ثمانية أشبار بشبره هو ويكون من رأس ركبتيه الى أسفل قدميه شبران ومن ركبتيه الى حقويه شبران ومن رأس فؤاده الى مفرق رأسه شبران ومن حقويه الى رأس فؤاده شبران بنسب متساوية كما تساوت نسب الأصابع في اليدين وفي الرجلين في الانسان وفي الحيوان. وإذا فتح يديه ومدهما يمنة ويسرة كما يفتح الطائر جناحيه وجد ما بين أصابع يده اليمنى الى رأس أصابع يده اليسرى ثمانية أشبار النصف من ذلك عند ترقوته والربع عند مرفقيه. وإذا مدّ يديه الى فوق رأسه ووضع رأس البركار على سرته وفتح الى أصابع يديه ثم أدير الى رأس أصابع رجليه كان البعد بينهما مساويا عشرة أشبار وذلك طول قامته وربعها. وطول وجهه من رأس ذقنه الى منبت الشعر فوق جبينه شبر وثمن شبر. والبعد ما بين اذنيه بشبر وربع. وطول شق عينيه كل واحدة ثمن شبره. وطول أنفه ربع شبره. وطول إبهامه وطول خنصره متساويان ، هذا قلّ من كثر من المقاييس العجيبة التي في جسم الانسان ، هذا كله اذا كان معتدلا وقد يزيد وينقص جل الخالق.
تشريح الاذن :
ذكرت أن الجسم الانساني مركبا من أعضاء وحواس وعروق الخ.. وترى حاسة السمع وحدها لا تقل عن جسم الانسان بل عن العالم كله من عجائب تركيبها وكثرة تفاصيلها وبدائع دقتها وأنظمتها الدقيقة البديعة فتأمل عظمة الخالق جل جلاله.
تجد الآن أمام مدينتين وبحر المدينة الاولى خالية من السكان مقوسة البنيان دائرية السور ليس فيها إلا الهواء يغدو ويروح ثم ترد عليها الرسل أفواجا كل آن بأشكال مختلفة يريدون أن يتوصلوا الى الملك المعظم الذي هو جالس خلف ذلك النهر على عرشه العظيم ، وتلي هذه المدينة المدينة الثانية وفيها أماكن للبريد كل منها يوصل للآخر ما يرد له من الرسائل.