وأخاف أن يموت بها قال لا تبالي حيثما أنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه الى وادي السلام فقلت وأين وادي السلام قال ظهر الكوفة وكأني بهم خلق يتحدثون ، وخلاصة الكلام هنا أخبار كثيرة تدل على بقاء الروح بعد الموت معذبة أو منعمة.
القول في عذاب القبر :
واعلم أن عذاب القبر وهو العذاب الحاصل في البرزخ أعني ما بين الموت والقيامة مما اتفق عليه المسلمون سلفا وخلفا ، وقال الغزالي في ج ٦ ص ١٥١ من إحياء العلوم في بيان سوء الخاتمة : فاعلم أن كل من أنكر عذاب القبر فهو مبتدع محجوب عن نور الله تعالى وعن نور القرآن ونور الإيمان ، بل الصحيح عند ذوي الأبصار ما صحت به الأخبار وهو أن القبر إما حفرة من حفر النار وإما روضة من رياض الجنة وأنه قد يفتح الى القبر المعذب سبعون بابا من الجحيم كما ورد في الأخبار فلا تفارقه روحه إلا وقد نزل به البلاء.
ويدل عليه قوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) وهذا العطف يقتضي أن العرض على النار غدوا وعشيا غير العذاب بعد قيام الساعة فيكون في القبر.
وذكر الصدوق (ره) في عقاب الأعمال في عقاب من صلى بغير وضوء ومر على مظلوم ضعيف ولم تنصره بإسناده عن صفوان بن مهران الجمّال عن الصادق عليهالسلام قال : اقعد رجل من الأخيار في قبره فقيل له يا أبا خالد إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله فقال لا اطيقها فلم يزالوا حتى انتهوا الى جلدة واحدة فقالوا ليس منها فقال فبم تجلدوني قالوا إنك صليت يوما بغير وضوء ومررت على ضعيف فلم تنصره قال فجلدوه جلدة في عذاب الله فامتلأ وفي ج ٣ من بحار الأنوار بإضافة قوله (قبره نارا).
وقال المحقق الدواني في شرح العقائد العضدية : عذاب القبر للمؤمن والفاسق