والكافر حق لقوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) وقوله تعالى : (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) ولقوله عليهالسلام : إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن الجنة وإن كان من أهل النار فمن النار فيقال هذا مقعدك حتى نبعثك يوم القيامة ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : تنزّهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
وروى الصدوق (ره) في الأماكن وغيره عن الصادق عليهالسلام قال : من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا المعراج والمسألة في القبر والشفاعة.
وروى الكليني في الكافي وغيره بأسانيد عديدة عن الصادق عليهالسلام : أنه لا يسأل في القبر إلا من محّض الإيمان أو محّض الكفر محضا والآخرون يلهون عنهم.
وقال الصدوق (ره) في رسالته العقائدية : اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره وبجنة نعيم في الآخرة ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة وسوء الخلق والاستخفاف بالبول وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجّام ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي تكفرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت.
القول في ضغطة القبر :
واعلم أن الكلام في ضغطة القبر فهو كثوابه وعقابه اجماعي كما تقدم والذي يظهر من الأخبار المعتبرة في الباب أن ضغطة القبر تقع في البدن الأصلي وليست بعامة وإنما هي تابعة للسؤال فمن لم يسأل لم يضغط.
وفي تفسير القمي عند قوله تعالى : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ،