اسد أم أمير المؤمنين أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام باكيا فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يبكيك لا أبكى الله عينيك قال توفيت والدتي يا رسول الله قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بل والدتي يا علي فقد كانت تجوّع أولادها وتشبعني وتشعث أولادها وتدهنني والله لقد كانت في دار أبي طالب نخلة فكانت تسابق إليها من الغداة لتلتقط فإذا خرج بنو عمي ناولتني ذلك ثم نهضصلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذ في جهازها وكفّنها بقميصه وكان في تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأنى في رفع الاخرى وهو حافي القدم فلما صلى عليها كبّر سبعين تكبيرة ثم لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن قام في قبرها ولقنها الشهادة فلما اهيل عليها التراب وأراد الانصراف جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل ابنك ابنك علي بن أبي طالب قالوا يا رسول الله فعلت فعلا ما رأينا مثله قط مشيت حافي القدم وكبّرت سبعين تكبيرة ونومك في لحدها وقميصك عليها وقولك لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل فقالصلىاللهعليهوآلهوسلم أما التأني في وضع أقدامي ورفعها سبعون صفا من الملائكة فلكثرة ازدحام ، وأما تكبيري سبعين تكبيرة فإنها صلّى عليها سبعون صفا من الملائكة ، وأما نومي في لحدها فاني ذكرت في حال حياتها ضغطة القبر فقالت : وا ضعفاه فنمت في لحدها لأجل ذلك حتى كفيتها ذلك ، وأ ما تكفيني لها بقميصي فإني ذكرت لها في حياتها القيامة وحشر الناس عراة ، فقالت : وا سوأتاه فكفنتها لتقوم يوم القيامة مستورة ، وأما قولي لها : ابنك ابنك فانها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها ، فقالت : الله ربي ، وقالا : من نبيّك؟ قالت : محمد نبيي ، فقالا : من وليّك وإمامك فاستحيت أن تقول : ولدي ، فقلت لها : قولي ابنك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فأقر الله بذلك عينها.
ولاية آل محمد تفيد في القبر :
وروى البرقي في المحاسن عن أبي بصير في الصحيح عن أحدهما عليهالسلام قال : إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيئة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة. قال : فتقف صورة عن يمينه