لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ١٨ ـ ٢٢.
إثبات الصانع لا يحتاج إلى الدور والتسلسل :
جاء في بعض الكتب الكلامية بشأن إثبات وجود الخالق أننا لو فرضنا أن ب مثلا خلق أوج خلق ب ود خلق م وهكذا.. ينتهي بنا الغرض إلى ما لا نهاية له من الموجودات خلق المتقدم منها المتأخر وهذا تسلسل والتسلسل باطل لأنه لا بدّ من خالق لم يخلقه آخر حتى ينتهي الأمر إلى خالق هو في الحقيقة خالق جميع الأشياء.
ومما لا شك فيه أن المخلوق ليس فيه قابلية الخلق لأنه إن كان فيه قابلية الخلق لأوجد شيئا من العدم أو تصرف في نفسه والمصنوع ليس بصانع شيء من العدم أما صانع التلفزيون والراديو وغيرهما فهو قد جمع أجزاءه مما وجده قبلا ووجد أن له عقلا يعقل ويستنتج وهو لا يعلم كيف أتاه ، يرى نفسه يأكل وتخرج فضلاته وتقوم أجهزته بأعمال دقيقة مختلفة وهو لا يحيط بكل ما هنالك من أسباب وعلل ، ولا يعلم كيف كان كل ذلك فليس للمخلوق أن يخلق شيئا من العدم ، ومن أين يأتي لهذا المخلوق قابلية الخلق من العدم وهو عاجز عن التصرف في نفسه فإذن لم يبق مجال للقول بهذا التسلسل أو الدور من المخلوقات ، وأن الإنسان قد جهز بفضله تعالى بعقل يحكم بوجود خالقه.
العلم والايمان :
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالعلم يعرف الله ويوحد ، فالعلم خير وسيلة لمعرفة الخالق جلّ جلاله والتعرف على ما أودع الله تعالى من دقائق الصنع وخواص مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا وثيقا لا يجاد عوالم من الجماد والنبات والحيوان ولسير هذه الأفلاك بهذا النظام الرائع البديع نظام يجعل