الحاصل :
ان الفطرة الإنسانية كلها معترفة بالدين والذي عرف الامم الآن هذه الآثار التي كشفوها فقد تطابقت الآثار في القارات كلها وفي الجزائر النائية أن جميع الامم لها اتجاه ديني وكلها تؤمن باليوم الآخر وهذا الإجماع من تلك الامم برهان قاطع على وجود مدبر للعالم وجود صانع وخالق له ها هي غريزة الطعام والشراب والاستكان من الحر والبرد والسعي على الرزق وحب الحياة والذرية وتقابل الذكر والانثى كل ذلك فطرة صادقة ومسألة الدين إحدى تلك الفطر.
فالله تعالى قد غرس أساس التوحيد في النفس الإنسانية عملا بسنة الكمال فالذي ينحرف إنما ينحرف لظلمات في نفسه جاءته من ناحية الذنوب وعدم القيام بمعطيات الفطرة فالله الذي لا يصدر عنه إلا الكمال قد اكمل الإنسان من النواحي الروحية بأن غرس فيه اصول المعارف الإلهية وقد جاء في الحديث كل مولود يولد على الفطرة فإنما أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه ويمجسانه.
كيف حصل العقل من المادة :
أليست قوانين الرياضية نتيجة تدبر وتفكر وتعمل وهل يجوز أن يوجد الترتيب والتنظيم دون مرتب ومنظم وهل من الممكن أن توجد عوالم الجماد والحيوان والنبات وما في السموات والأرض وحركة الكواكب والليل والنهار والأمطار والأنهار وأن ترتبط هذه الأشياء بعضها ببعض ارتباطا وثيقا ودقيقا.
دون صانع ومدبر حكيم فلا بدّ من موجد لهذه الأشياء المترتبة بعضها ببعض ونقول في جواب الماديين كيف حصل العقل من المادة على ما يقوله الماديون وكيف وجد الروح هل القوة كانت قبلا أم المادة وكيف انقلبت القوة إلى مادة فلو قلنا أن هناك يدا خفية (ولا بدّ منها) تعمل في حدوث شيء من شيء آخر وتكامل بعض النباتات والحيوانات ، فذاك هو الله تعالى.