أحدث شكل لذرة الهليوم :
ذكر الاستاذ احمد امين في كتابه الشريف الجزء الثالث ص ١٠٢ إن من جملة ما لا يمكن إبصاره حتى بالآلات الدقيقة هو الذرة ومع ذلك كله فإن العلم الحديث قد استخدم ما كان يعرفه من قوانين الكتلة والطاقة في استنباط صفاتها وتركيبها وخواصها مع كونها غير منظورة ولقد أيدت القنبلة الذرية الاولى ما كشف من قوانين ونظريات حول تركيب الذرة غير المنظورة ووظائفها.
إن العلم الحديث قد استدل على تلك الظواهر التي تتعلق بالذرة بآثارها وهي من ما لا تبصرون معتمدا في ذلك على الاستدلال المنطقي الصرف وعلى ما كان معلوما من حقائق أولية بسيطة تتعلق بهذه الظواهر والأشياء ، فحري بالمادي أن يعترف بالذرة ويستخدمها في حقول شتى ويستدل بالآثار على وجودها ووجود الإلكترون فيها وهو لم ير شيئا منها حتى بالآلات أن يتبع نفس الطريقة في الاستدلال على وجود الله تعالى.
وأن لا يقول لا سبيل إلى الاعتقاد بغير المنظور مع العلم أن غير المنظور في هذا الكون المادي أشد تأثيرا وفعالية من المنظور كالكهرباء والمغناطيسية وأمواج هرتز إلى ما هنالك فالعالم المادي كله قوى كهربائية ومغناطيسية وجاذبية وكل اولئك من غير المنظور ، وما أعظم قول الله تعالى حين يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) سورة الحج ٤٦.
ويقول تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ ، وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ). وهكذا يقول جلّ من قائل (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) يونس ١٠١.
إبطال أقوال الماديين :
(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) سورة الأنعام ٩٥.