تلك الشبكة بملايين من خريطات الأعصاب فعندها تحدث التغيرات الكيميائية ويحصل الإنسان على إدراك الصور بوضعها الصحيح ، ومن هذا البيان يستكشف أن وراء هذا الكون خالق عظيم ومدبر قادر ومبدع حكيم لا يمكن الإحاطة بقدرته ولا تقع تحت الحصر مبدعاته في هذا العالم الذي لم تتوصل إلى معرفة كنه العقول ، ولم يبلغ الإنسان مدى ما فيه ولا عرف له بداية ونهاية.
قال الصادق عليهالسلام : وفي كفاية الموحدين ناقلا عن هشام بن الحكم قال سأل الإمام الصادق عليهالسلام عن ابن أبي العوجاء (أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟ قال ابن أبي العوجاء لست بمصنوع. قال الصادق عليهالسلام : فلو كنت مصنوعا كيف كنت؟ فلم يجد ابن أبي العوجاء جوابا ثم قام وخرج).
نظام الأكوان وما فيها من الاحكام والاتقان :
يرى كل من له قلب أنوار وجود الله تعالى يستطع على صفحات ذرات الكون كالشمس ليس دونها حجاب فإنه لما كان في غاية النظام والأحكام استلزم بداهة وجود مدبر عالم بديع الصنع. بيانه : إنا نشاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على حال من الترتيب والإحكام وربط الأسباب بالمسببات واستحالة بعض الموجودات إلى بعض لا تنقض عجائبه ولا تنتهي غاياته ، فبالضرورة هذا الترتيب المحكم لا يكون له وجود لو لا وجود خالق مدبر لنظامه مريد لسيره في سننه ترى من يسعه أن يفرض أن آلة التلسكوب أوجدت نفسها للاستطلاع على حركات الأجرام وهل يمكن أن يوجد صنعة بلا صانع فمن الضرورة وجود صانع رسم صورته وفصله لكي يكون جديرا بالسكنى فما بالك بنظام الكون وتركيبه لا جرم أنه أعلى وأعظم من صنع البشر بما لا يقاس وعلامات الإرادة فيه ظاهرة.
لا بد من خالق يبعث الحياة في الأحياء :
ألف الاستاذ كولان أحد علماء فرنسا كتابا بعنوان من المادة إلى الحياة