ونشره. بحث فيه من وجهة العلوم الطبيعية كل ما قيل في سبب وجود الحياة في الأحياء ثم توصل بعد ذلك إلى هذه النتيجة أن تطورات المادة وعوامل الطبيعة فيها لا يمكن أن توصلنا إلى تعليل وجود الحياة في الأحياء فلا بدّ من وجود خالق بعث الحياة في النبات والحيوان في أول سلم نشوئهما وعنده ان كل من يقول بغير ذلك ضعيف العقل أو دجال يتكلم باسم العلم بغير علم.
عظمة الكون :
من كوّن هذا الكون من سن له النواميس التي يجري عليها ومن يستطع أن يدرك عظمته من يستطع أن يعلم قصده من خلق كم من ملايين السنين مرّ منذ كوّن نظامنا الشمسي وجهزه بقوة لا يحد العقل مقدارها بقوة تمكن هذا النظام من السير بها والدوران المتوالى ملايين من القرون ما لنا نحاول إدراك ما يستحيل علينا الوصول إليه من إجرام السماء ونحن أعجز من أن ندرك نواميس ما في أرضنا من الكائنات بل في بيوتنا من الأحياء ، بل ما في أجسامنا من الأعضاء كيف يتحول طعامنا إلى دم ان كنت تعلم ذلك فاصنع من الطعام قطرة دم كيف تنقبض قلوبنا وتنبسط ثانية بعد ثانية مدى الحياة إن كنت تعلم ذلك فاصنع قلبا ينقبض وينبسط لذاته ولو ساعة واحدة أي معمل من معامل فورد أو كردبلي يستطيع أن يصنع آلة تتغذى من الخبز واللحم وتتحرك دواما سنة بعد أخرى كما تتحرك قلوبنا وقس على ذلك المعدة والأمعاء والكبد والطحال والرئتين والكليتين وما يصدق على جسم الإنسان يصدق على أجسام الحيوانات كلها حتى النمل والبعوض ، وما لا يرى منها لصغره ويصدق أيضا على أنواع النبات والمكروبات.
الكون عظيم فلا بدّ من أن يكون المكوّن أعظم وأن تكون قدرته شاملة وعينه ترقب مخلوقاته ونحن كلنا عراة لديه ظواهرنا وبواطننا.