الحياة الحيوانية والنباتية على وجه كرة الارض
تدل على وجود الخالق والصانع :
من أظهر البراهين على وجوده تعالى الحياة على الأرض نباتية كانت أو حيوانية فإن الحي لا يتولد إلا من حي وبه يستدل على نفي التولد الذاتي وهو زعم تولد الحي من المادة لأن المادة خالية من الحياة ساكنة خاضعة للنظام الذي وضعه لها خالقها ويستحيل أن تولد حياة في ذاتها أو غيرها لا سيما العقل الإنساني بجميع قواه وغرائزه فإنه لا بدّ له من خالق عالم حكيم إذ المواد لا تولد عقلا ولا تستطيع أن تخرج كائنا جهازيا متصفا بأوصاف مباينة لنظام المادة ومما استدل به على نفي التولد الذاتي ثلاثة أدلة ، الأول أن الحياة إما قديمة وإما حادثة والأول باطل لخلو المادة منها دهورا كما تبين من المباحث الجيولوجية (وهي التي تبحث عن طبقات الأرض وعن المستحجرات من النباتات والحيوانات) فثبت أنها حادثة لعدم الواسطة بين القدم والحدوث فلو ثبت التولد الذاتي وأن لا خالق للحياة لزم أنها حدثت من لا شيء فالتولد الذاتي باطل ولا بدّ للحياة من خالق الثاني : أنه قد ثبت أن الحياة محدثة فلا بدّ لها من محدث وهو إما المادة أو غيرها والأول باطل ، وإلا لزم ان المادة تنفك عن الحياة قط ضرورة لزوم العلة لمعلولها وعدم انفكاكها عنه ، وقد بين بطلانه فانتفى التولد الذاتي وثبت أن للحياة خالقا غير المادة وأنه خالق مختار تقدمت ذاته وجلت صفاته ، الثالث : أن علماء الماديين وغيرهم في هذا العصر بذلوا جهدهم في اختراع التولد الذاتي وشغلوا بالامتحانات سنين كثيرة فلم يأتوا بنتيجة ، وقال جمهور العقلاء أرباب الارتقاء لا حي إلا من حي وهزؤا بالقول بالتولد الذاتي وعدوّه هذيانا.
الآيات القرآنية :
الطريق التي نبّه الكتاب العزيز عليها ودعا الكل من بابها إذا استقرئ الكتاب العزيز وجدت تنحصر في جنبتين أحدهما طريق الوقوف على العناية