يكون وجوده من غيره ولكن لا يمكن أن يذهب تسلسل العلية والمعلولية الى غير نهاية وإلا لما وجد الممكن بل لا بد من انتهائه الى شيء واجب الوجود بذاته هو المبدأ الأول الذي هو علة جميع الممكنات.
وهذا الطريق لدى الحكماء الإلهيين أوثق باعتبار أنه لا يستند الى العقل ونظره في معنى الوجود وإليه يشير قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
الرسول يحتج على الدهرية :
ذكر سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد صادقي في (الحوار) : لما أتته قادة الأحزاب الخمسة الدهرية والثنوية والمشركون واليهود والنصارى كل يحتج عليه بما عنده زعم البرهان أقبل على الدهرية القائلة أن الأشياء لا بدء لها قائلا :
وأنتم فما الذي دعاكم الى القول بأن الأشياء لا بدء لها وهي دائمة لم تزل ولا تزال.
الدهرية : لأنا لا نحكم إلا بما نشاهد ولم نجد للأشياء حدثا فحكمنا بأنها لم تزل ولم نجد لها انقضاء وفناء فحكمنا بأنها لا تزال.
الرسول الأعظم عليهالسلام : أفوجدتم لها قدما أم وجدتم لها بقاء أبد الأبد فإن قلتم أنكم وجدتم ذلك أثبتم لأنفسكم أنكم لم تزالوا على هيئتكم وعقولكم بلا نهاية ولا تزالون كذلك ، ولئن قلتم هذا دفعتم العيان وكذّبكم العالمون الذين يشاهدونكم.
الدهرية : بل لم نشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الأبد.
براهين أربعة على حدوث العالم :
١ ـ الرسول الأعظم عليهالسلام : فلم صرتم بأن تحكموا بالقدم والبقاء دائما