الزنديق : فكيف هو الله الواحد.
الإمام عليهالسلام : واحد في ذاته فلا واحد كواحد لأن ما سواه من الواحد متجزئ وهو تبارك وتعالى واحد لا متجزئ ولا يقع عليه العد (أي ان وحدته لا تنقلب ومحال أن تنقلب إلى التعدد والكثرة كما انها ليست بعد الكثرة) وهذا معنى قولهم عليهمالسلام واحد لا بعدد لا عن عدد لا بتأويل عدد.
الوحي يحيل الصدف :
نظرة عامة جامعة في الكون بأطرافه ، من طرف رفيق ونظر رفيق تفكير شامل فيه الأنظار المستوحاة من خالق الكون يصدرها ويلقيها الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام وو هو سادس خلفاء الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جوابا عن شكوك الأوهام وشبهات الافهام ومزالق الاقدام إملاء لمفضل بن عمر.
أول العبر : الآيات الآفاقية :
أول العبر والأدلة على الباري جل قدسه تهيئته هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه.
فإنك إذا تأملت العالم بفكرك وميزته بعقلك وجدته كالبيت المبين المعد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف والأرض ممدودة كالبساط والنجوم منضودة كالمصابيح والجواهر مخزونة كالذخائر وكل شيء فيها شأنه معد والإنسان كالمملك ذلك البيت والمخول جميع ما فيه وضروب النبات مهيأة لمآربه وصنوف الحيوان معروفة في مصالحه ومنافعه ، ففي هذا دلالة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملائمة ، وأن الخالق له واحد وهو الذي ألفه ونظمه بعضا إلى بعض جل قدسه وتعالى مجده وكرم وجهه ولا إله غيره تعالى عما يقول الجاحدون وجل وعظم عما ينتحله الملحدون.