ومن تفسير الثعلبي قال ابن عمر : كان لعليّ عليهالسلام ثلاثة ، لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ من حمر النّعم : تزويجه بفاطمة عليهاالسلام ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى. (١)
وروى رزين العبدري في «الجمع بين الصحاح الستّة» ، عن عليّ عليهالسلام : ما عمل بهذه الآية غيري ، وبي خفّف الله تعالى عن هذه الأمّة. (٢) وهذا يدلّ على أفضليّته عليهم ، فيكون أحقّ بالإمامة.
البرهان التاسع عشر :
قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (٣).
قال ابن عبد البرّ ـ وأخرجه أبو نعيم أيضا ـ قال : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة أسري به جمع الله تعالى بينه وبين الأنبياء ، ثم قال له : سلهم يا محمّد على ما ذا بعثتم؟ فقالوا : بعثنا على شهادة أن
__________________
(١) الصراط المستقيم ١ : ١٨١ عن تفسير الثعلبي ، ورواه الزمخشري في الكشاف ٤ : ٤٩٤ ، ذيل آية المناجاة ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ١٣٦ ـ ١٣٧ ، والبياضي العاملي في الصراط المستقيم ١ : ١٨٠ عن تفسير الثعلبي أيضا.
(٢) العمدة لابن البطريق : ١٨٦ / الحديث ٢٨٧ عن كتاب الجمع بين الصحاح الستة وقال ابن البطريق : اعلم أنّ في هذه الآية تنويها بذكر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإثباتا لكونها منقبة خاصّة له ، لأنّ الله سبحانه وتعالى قد جعل لكلّ مؤمن طريقا إلى العمل بهذه الآية إلّا الأقل لأنّه سبحانه وتعالى ما جعل للصدقة الّتي تقدّم بين يدي نجوى الرسول صلىاللهعليهوآله حدّا مقدّرا ، فيقال أنّه يعجز عنه الفقير ويتأتّى ذلك على الموسر ، وإنّما جعل ذلك بحسب الإمكان ، على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ، بحيث لو أراد أكثر أقارب رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه العمل بذلك لقدروا عليه ولم يكن ذلك عليهم متعذّرا ، فترك الكلّ لاستعمال هذه الآية دليل على أنّه سبحانه وتعالى جعلها منقبة له خاصّة ليتميّز بها عن غيره ...
ثم قال : ويزيده بيانا وإيضاحا ، أنّ النّسخ لهذه الآية إنّما حصل عقيب فعل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فحصوله عقيب فعله يدلّ على أنّها كانت لإظهار منقبته من قبل الله تعالى.
ويزيده أيضا بيانا أنّ أحدا لا يدّعيها لغيره عليهالسلام من كافّة أهل السلام ، وحصول الإجماع عليها من أدلّ دليل أيضا.
(٣) الزخرف : ٤٥.