واختصاصه بذلك يدلّ على أفضليّته ، فيكون هو الإمام. والآيات المذكورة في هذا المعنى كثيرة ، اقتصرنا على ما ذكرناه للاختصار.
المنهج الثالث : [في الأدلّة المستندة (إلى السنّة) المنقولة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله]
في الأدلّة المستندة (إلى السنّة) (١) المنقولة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهي اثنا عشر :
الأوّل :
ما نقله الناس كافّة ، أنّه لمّا نزل قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢) جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني عبد المطّلب في دار أبي طالب ، وهم أربعون رجلا ، وأمر أن يصنع لهم فخذ شاة مع مدّ من البر ، ويعدّ لهم صاعا من اللبن ، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة في مقعد
__________________
وأخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ١٣٨ / الباب ٣٠ بسنده عن أسماء بنت عميس ، قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قوله عزوجل : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قلت : من هو يا رسول الله؟ فقال : هو عليّ بن أبي طالب. ثم قال الكنجي الشافعي هكذا رأيت رواية أئمّة التفسير عن آخرهم ، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ٦ : ٢٤٤ ذيل الآية عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر بأسانيدهم عن علي عليهالسلام وأسماء بنت عميس وابن عباس.
وأخرجه ابن المغازلي في المناقب : ٢٦٩ / الحديث ٣١٦ بسنده عن مجاهد ، قال : صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب. وأخرج القندوزي في الينابيع ١ : ٢٧٨ / الباب ٢٢ ـ الحديث ٢ عن أبي نعيم والثعلبي بسنديهما عن أسماء بنت عميس ، قالت : لمّا نزل قوله تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ ...) الآية ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعلي : ألا أبشّرك! إنّك قرنت بجبرئيل ، ثم قرأ هذه الآية ، فقال : فأنت والمؤمنون من أهل بيتك الصالحون.
أقول : أمّا المتظاهرتان على النبيّ صلىاللهعليهوآله فهما عائشة وحفصة. انظر صحيح البخاري ٦ : ١٩٥ / كتاب التفسير ، ومسند أحمد ١ : ٣٣ / الحديث ٢٢٢ ، و ١ : ٤٨ / الحديث ٣٤١ ، والدر المنثور ٦ : ٢٤٤ ذيل الآية ، والكشّاف للزمخشري ٤ : ٥٦٦ ، قال (إِنْ تَتُوبا) خطاب لحفصة وعائشة على طريقة الالتفات ، ليكون أبلغ في معاتبتهما.
ثم نقل قصّة استفسار ابن عبّاس من عمر عن المتظاهرتين ، وجوابه بأنّهما حفصة وعائشة.
(١) ما بين القوسين سقط من «ش ١».
(٢) الشعراء : ٢١٤.