نهاره وليلته ألف ركعة ، ولم يخلّ بصلاة اللّيل حتّى في ليلة الهرير (١).
قال ابن عباس : رأيته في حربه وهو يرقب الشمس ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما ذا تصنع؟ فقال : انظر إلى الزوال لأصلّي ، فقلت : في هذا الوقت؟! فقال : إنّما نقاتلهم على الصلاة.
فلم يغفل عن فعل العبادة في أوّل وقتها في أصعب الأوقات ، وكان إذا أريد إخراج شيء من الحديد من جسده ترك (٢) إلى أن يدخل في الصلاة ، فيبقى متوجّها إلى الله تعالى غافلا عمّا سواه ، غير مدرك للآلام التي تفعل به.
وجمع بين الصلاة والزكاة ، فتصدّق وهو راكع ، فأنزل الله تعالى فيه قرآنا يتلى ، وتصدّق بقوته وقوت عياله ثلاثة أيام حتّى أنزل فيه وفيهم (هَلْ أَتى) ، وتصدّق ليلا ونهارا وسرّا وجهارا ، وناجى الرسول فقدّم بين يدي نجواه صدقة (٣) ، فأنزل الله تعالى فيه قرآنا ؛ وأعتق ألف عبد من كسب يده ، وكان يؤجر نفسه وينفق على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الشّعب.
وإذا كان أعبد الناس كان أفضل ، فيكون هو الإمام.
الثالث :
أنّه عليهالسلام كان أعلم الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أقضاكم عليّ» (٤)
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ١٤٤ / الحديث ١٢٢٣ ، وحلية الأولياء ١ : ٦٩ ، وبحار الأنوار ٤١ : ١٧ ، عن أبي يعلى في المسند وشرح النهج ١ : ٩ (طبع بيروت ذات أربع مجلدات).
(٢) في «ش ١» و«ش ٢» : يترك.
(٣) في «ر» : صدقات.
(٤) الاستيعاب ٣ : ٣٨ ، بلفظ قال صلىاللهعليهوآله في أصحابه : (أقضاهم علي بن أبي طالب.)
وفيه : وقال عمر بن الخطاب : علي أقضانا وأبي أقرؤنا ... الحديث ، وعن ابن عباس قال : قال عمر : علي أقضانا.
وفي مناقب الخوارزمي ٨١ ، الفصل ٧ ـ الحديث ٦٦ بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ أقضى أمّتي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وفي ذخائر العقبى : ٨٣ ، عن أنس ، أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : أقضى : أمّتي عليّ ، وفيه : عن عمر قال : أقضانا علي. أخرجه الحافظ السلفي.