وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
التعريف بالمؤلّف :
الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي ، المعروف بالعلّامة الحلّي قدّس الله نفسه الزكيّة ، انتهت إليه رئاسة الاماميّة في المعقول والمنقول.
قال عنه صاحب «الروضات» : لم يكتحل حدقة الزمان له بمثل ولا نظير ، ولمّا تصل أجنحة الأوهام إلى ساحة بيان فضله الغزير ، كيف؟ ولم يدانه في الفضائل سابق عليه ولا لاحق ، ولم يثن إلى زماننا هذا ثناؤه الفاخر اللّائق (١).
وجاء في «أمل الآمل» : فاضل عالم ، علّامة العلماء. محقّق مدقّق ، ثقة فقيه ، محدّث متكلّم ماهر ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، لا نظير له في الفنون والعلوم والعقليّات والنقليّات (٢).
ولد في مدينة الحلّة ، وهي مدينة كبيرة تقع بين الكوفة وبغداد ، وقد نوّه أمير المؤمنين عليهالسلام بفضل أهلها قبل بنائها.
وكانت ولادته في شهر رمضان من عام ٦٤٨ ه. ق. وقد حدّد بنفسه تاريخ ولادته في ليلة الجمعة في الثلث الأخير من الليل ، سابع وعشرين رمضان ، من سنة ثمان وأربعين وستمائة.
وكان أبوه سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر. فقيها محقّقا مدرّسا من أعظم العلماء في عصره.
وقد حاز العلّامة منزلة علميّة مرموقة ، ومكانة اجتماعية استثنائية ، خاصّة بعد
__________________
(١) روضات الجنّات ، ٢ : ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٢) أمل الآمل ؛ ٥ : ٣٩٦.