يكون خارقا للعادة.
المسألة الخامسة
في الكرامات
قال : وقصة مريم وغيرها تعطي جواز ظهوره على الصالحين.
قال : اختلف الناس هنا فذهب جماعة من المعتزلة إلى المنع من إظهار المعجز على الصالحين كرامة لهم ومن إظهاره على العكس على الكذابين إظهارا لكذبهم. وجوزه أبو الحسين منهم وجماعة أخرى من المعتزلة والأشاعرة وهو الحق واستدل المصنف ـ رحمهالله ـ بقصة مريم فإنها تدل على ظهور معجزات عليها وغيرها مثل قصة آصف وكالأخبار المتواترة المنقولة عن علي عليهالسلام وغيره من الأئمة. وحمل المانعون قصة مريم على الإرهاص لعيسى عليهالسلام وقصة آصف على أنه معجز لسليمان عليهالسلام مع بلقيس كأنه يقول إن بعض أتباعي يقدر على هذا مع عجزكم عنه ولهذا أسلمت بعد الوقوف على معجزاته ، وقصة علي عليهالسلام على تكملة معجزات النبي عليهالسلام.
قال : ولا يلزم خروجه عن الإعجاز ولا التنفير ولا عدم التميز ولا إبطال دلالته ولا العمومية.
أقول : هذه وجوه استدل بها المانعون من المعتزلة : الأول قالوا لو جاز ظهور المعجزة على غير الأنبياء إكراما لهم لجاز ظهورها عليهم وإن لم يعلم بها غيرهم لأن الغرض هو سرورهم وإذا جاز ذلك بلغت في الكثرة إلى خروجها عن الإعجاز. والجواب المنع من الملازمة لأن خروجها عن حد الإعجاز وجه قبح ونحن إنما نجوز ظهور المعجزة إذا خلا عن جهات القبح فنجوز ظهورها ما لم تبلغ في الكثرة إلى حد خروجها عن الإعجاز.
الثاني قالوا لو جاز ظهور المعجزة على غير النبي لزم التنفير عن الأنبياء إذ علة وجوب طاعتهم ظهور المعجزة عليهم فإذا شاركهم في ذلك من لا تجب طاعته هان موقعه ولهذا لو