فإن النحو مستند إليه وكذا أصول المعارف الإلهية وعلم الأصول فإن أبا الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي من المعتزلة وكافة المعتزلة ينتسبون إليه ويدعون أخذ معارفهم منه وأهل التفسير رجعوا إلى ابن عباس فيه وهو تلميذ علي عليهالسلام والفقهاء ينتسبن إليه والخوارج مع بعدهم عنه ينتسبون إلى أكابرهم وهم تلامذة علي عليهالسلام.
الخامس أنه عليهالسلام أخبر بذلك في عدة مواضع كقوله : سلوني عن طرق السماء فإني أعرف بها من طرق الأرض. وقال : والله لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم.
وذلك يدل على كمال معرفته بجميع هذه الشرائع ، وبالجملة فلم ينقل عن أحد من الصحابة ولا عن غيرهم ما نقل عنه من أصول العلم.
قال : ولقوله تعالى (وَأَنْفُسَنا).
أقول : هذا هو الوجه الثالث الدال على أنه عليهالسلام أفضل من غيره وهو قوله تعالى (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) واتفق المفسرون كافة على أن الأبناء إشارة إلى الحسن والحسين عليهالسلام والنساء إشارة إلى فاطمة عليهالسلام والأنفس إشارة إلى علي عليهالسلام ولا يمكن أن يقال إن نفسيهما واحدة فلم يبق المراد من ذلك إلا المساوي ولا شك في أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الناس فمساويه كذلك أيضا.
قال : ولكثرة سخائه على غيره.
أقول : هذا وجه رابع يدل على أن عليا عليهالسلام أفضل من غيره وهو أنه كان أسخى الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أنه جاد بقوته وقوت عياله وبات طاويا هو وإياهم ثلاثة أيام حتى أنزل الله تعالى في حقهم (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) وتصدق مرة أخرى بجميع ما يملكه وقد كان حينئذ يملك أربعة