يلائم طباعه إلى ما ينافره يدل على عظم منزلته في الكمال فثبت بذلك أن عليا عليهالسلام كان أقدمهم إيمانا فيكون أفضل لقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).
قال وأفصحهم.
أقول : هذا دليل عاشر وتقريره أن عليا عليهالسلام كان أبلغ الناس في الفصاحة وأعظمهم منزلة فيها بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى قال البلغاء كافة إن كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ومنه تعلم الناس أصناف البلاغة حتى قال معاوية ما سن الفصاحة لقريش غيره. وقال ابن نباتة حفظت من خطبه مائة خطبة. وقال عبد الحميد بن يحيى حفظت سبعين خطبة من خطبه.
قال : وأسدهم رأيا.
أقول : هذا دليل حادي عشر وتقريره أن عليا عليهالسلام كان أسد الناس رأيا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأجودهم تدبيرا وأعرفهم بمزايا الأمور ومواقعها وهو الذي أشار على عمر بالتخلف عن حرب الروم والفرس وبعث نوابه وأشار على عثمان بما فيه صلاحه وصلاح المسلمين فخالفه حتى قتل فيكون أفضل من غيره.
قال : وأكثرهم حرصا على إقامة حدود الله تعالى.
أقول : هذا وجه ثاني عشر وتقريره أن عليا عليهالسلام كان أكثر الناس حرصا على إقامة حدود الله تعالى لم يراقب في ذلك أحدا ولم يلتفت إلى قرابة بل كان شديد السياسة خشنا في ذات الله تعالى لم يراقب ابن عمه ولا أخاه ونقض دار مصقلة بن هبيرة ودار جرير بن عبد الله البجلي وصلب جماعة وقطع آخرين ولم يساوه في ذلك أحد من الصحابة فيكون أفضل من غيره.
قال : وأحفظهم للكتاب العزيز.
أقول : هذا وجه ثالث عشر وهو أن عليا عليهالسلام كان يحفظ كتاب الله تعالى على