فو الله ما فوها ببارد ، ولا ثديها بناهد ، ولا بطنها بوالد ، ولا درّها بماكِدٍ» أى دائم. والمَكُودُ : التى يدوم لبنها ولا ينقطع.
(مكر) ـ فى حديث الدعاء «اللهم امكُر لى ولا تَمْكُر بى» مَكْرُ الله : إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه.
وقيل : هو استدراج العبد بالطاعات ، فيتوهّم أنها مقبولة وهى مردودة.
المعنى : ألحق مَكْرَكَ بأعدائى لا بى. وأصل المَكْرِ : الخداع. يقال : مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً.
ومنه حديث عليّ فى مسجد الكوفة «جانبه الأيسر مَكْرٌ» قيل : كانت السوق إلى جانبه الأيسر ، وفيها يقع المكرُ والخداع.
(مكس) (ه) فيه «لا يدخل الجنة صاحب مَكْسٍ» المكسُ : الضّريبة التى يأخذها الماكِسُ ، وهو العشّار.
(س) ومنه حديث أنس وابن (١) سيرين «قال لأنس : تستعملنى على المَكْسِ ـ أى على عشور الناس ـ فأُمَاكِسُهُم ويُمَاكِسُونَنِي».
وقيل : معناه تستعملنى على ما ينقص دينى ، لما يخاف من الزيادة والنقصان ، فى الأخذ والتّرك.
وفى حديث جابر «قال له : أترى إنما مَاكَسْتُكَ (٢) لآخذ جملك» المُمَاكَسَةُ فى البيع : انتقاص الثمن واستحطاطه ، والمنابذة بين المتبايعين. وقد ماكَسَهُ يُمَاكِسُه مِكَاساً ومُمَاكَسَةً.
(س) ومنه حديث ابن عمر «لا بأس بالمُمَاكَسَةِ فى البيع».
(مكك) (ه) فيه «لا تَتَمَكَّكُوا على غرمائكم» وفى رواية «لا تُمَكِّكُوا غرماءكم» أى لا تلحّوا عليهم ، ولا تأخذوهم على عسرة ، وارفقوا بهم فى الاقتضاء والأخذ. وهو من مَكَ الفصيل ما فى ضرع الناقة ، وامْتَكَّه ، إذا لم يبق فيه من اللبن شيئا إلا مصّه.
__________________
(١) وفى الأصل ، وا : «أنس بن سيرين» وهو خطأ. وعبارة اللسان : «وفى حديث ابن سيرين قال لأنس ...» وأنس هذا هو أنس ابن مالك ، فقد كان ابن سيرين مولى له ، وروى عنه ، وكان كاتبه بفارس. انظر حلية الأولياء ٢ / ٢٦٧ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢١٤ ، تاريخ بغداد ٥ / ٣٣١.
(٢) سبقت فى (كيس) رواية أخرى ، فانظرها.