الشمسِ ـ أى حين تَوَّسَّطَتِ السماءَ وحينَ مُيُولِها ـ أى حين مالتْ* ابن السكيت* الظِلُّ من الغَداةِ الى الزوالِ وما بعدَ الزوالِ فهو الفَىْءُ ـ والجمعُ أفْياءٌ وفُيُوءٌ وأنشد
لَعَمْرِى لأنْتَ البيتُ أُكْرِمُ أهْلَه |
|
وأقْعُدُ فى أفْيائِه بالأصائِل (١) |
والظِّلُّ ـ ما نَسَخَتْه الشمسُ والفَىْءُ ما نَسَخَ الشمسَ* غير واحد* جمعُ الظِّلِّ أظْلَالٌ وظِلالٌ وظُلُولٌ* أبو عبيد* ظَلَّ يَوْمُنا وأظَلَّ* الفارسى* فاءَ الظِلُّ فَيْأً وتَفَيَّأَ ـ رَجَعَ وعادَ بعد ما كانَ ضِياءُ الشمسِ نَسَخه ومنه فَىْءُ المسلمين لما يَعُودُ عليهم وَقْتًا بعدَ وَقْتٍ من خَراج الأرَضِينَ المُفَتَّحةِ والغنائِم فاذا عُدِّى قولُهم فاءَ عُدِّىَ بزيادة الهمزة أو تضعيف العين فالفَىْءُ ما نسخه ظلُّ الشمسِ والظلُّ ما كان قائما لم تنسخه الشمسُ ومما يدلك على ذلك قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) فالشمسُ يَنْسَخُ ضِياؤُها هذا الظلَّ فاذا زال ضياءُ الشمسِ الناسخُ الظِّل قيل فاءَ الظِّلُّ ـ أى رجع كما كان أوّلا* قال* وما فى الجنة يكون ظِلا ولا يكون فيألأن ضِياء الشمسِ لا يَنْسَخُه على أن أبا زيد أنشد للنابغة
فَسلامُ الالهِ يَغْدُو عليهم |
|
وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتِ الظِّلَال |
فسَمَّى ما فى الجنةِ فَيْأً ومما ينسب الى ثعلب أنه قال أُخْبِرْتُ عن أبى عبيدة أن رُؤبةَ قال كُلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالتْ فهو فَىْء وظِلُّ وما لم تكن عليه الشمسُ فهو ظِلُّ* أبو عبيد* زَنَأَ الظِّلُّ يَزْنَأُ ـ اذا قَلَصَ ودنَا بَعُضُه من بعض* ابن دريد* الزَّنَاءُ الضّيقُ ـ وفى الحديثِ لا يُصَلِّيَنَّ أحدُكم وهو زَناءٌ (٢) وأنشد
* وتُدْخِلُ فى الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُسَها*
وقال اسْمَألَّ الظِّلُّ ـ تَقَاصَرَ وأنشد
* اذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ*
واسْمِئْلالُه أن يَرْجِعَ الى ظِلِّ العُودِ* صاحب العين* السَّمَوْأَلُ ـ الظّلُّ* أبو عبيد* قَلَصَ الظِّلُّ يَقْلُصُ ـ تَقاصَرَ* ثعلب* كُلُّ مازَنأَ وتَضايَقَ وتَدانَتْ أقطارُه فقد قَلَصَ يَقْلِصُ ويَقْلُص قُلُوصًا كالظِّلِّ ونحوِه* أبو حاتم* ومنه لِثَةٌ قالِصةٌ وهى التى قد لَحِقَتْ بأسْناخِ الاسْنانِ* أبو عبيد* تَقَطَّعَ الظِّلُّ تَقاصَر
__________________
(١) قلت الرواية وهي الصواب الذي لا محيد عنه في هذا البيت أن أكرم وأقعد فعلان مضارعان لا صيغتا تفضيل وما وقع من شكلهما في لسان العرب بذلك سبق قلم وكتبه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين
(٢) قوله وهو زناء بوزن سماء وهو الحاقن لبوله لأن البول يحتقن فيضيق عليه كما في النهاية اه مصححه