بسم الله الرّحمن الرحيم
الطبقة الحادية والأربعون
سنة إحدى وأربعمائة
[إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته]
فيها ورد الخبر أنّ أبا المنيع قرواش بن مقلّد جمع أهل الموصل وأظهر عندهم طاعة الحاكم ، وعرّفهم بما عنده من إقامة الدّعوة له ، ودعاهم إلى ذلك. فأجابوه في الظّاهر ، وذلك في المحرّم. فأعطى الخطيب نسخة ما خطب به ، فكانت : الله أكبر ، الله أكبر ، ولا إله إلّا الله ، وله الحمد الّذي انجلت بنوره غمرات الغضب (١) ، وانقهرت (٢) بقدرته أركان النّصب ، وأطلع بنوره شمس الحقّ من الغرب. الّذي محا (٣) بعدله جور الظّلمة (٤) ، وقصم بقوّته ظهر الفتنة (٥) ، فعاد الحقّ (٦) إلى نصابه ، والحقّ إلى أربابه ، البائن بذاته ، المنفرد بصفاته ، الظّاهر بآياته ، المتوحّد بدلالاته ، لم تفته الأوقات فتسبقه (٧) ، ولم تشبه الصّور فتحويه الأمكنة ، ولم تره العيون فتصفه الألسنة».
إلى أن قال : بعد الصّلاة على الرّسول ، وعلى أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين ، أساس الفضل والرحمة ، وعمار العلم والحكمة ، وأصل الشّجرة الكرام ، النّابتة في الأرومة المقدّسة المطهّرة ، على أغصانه بواسق (٨) من تلك الشجرة.
__________________
(١) في الأصل : «القضية» ، والتصحيح من : المنتظم ٧ / ٢٤٩.
(٢) في المنتظم : «وانقدت».
(٣) في الأصل : «محى».
(٤) في الأصل : «الظلم» ، والتصحيح من : المنتظم.
(٥) في المنتظم : «الغشمة».
(٦) في المنتظم : «الأمر».
(٧) في المنتظم : «فتسبقه الأزمنة».
(٨) في المنتظم : «وعلى خلفائه الأغصان البواسق».