[زيادة دجلة]
وفي رمضان بلغت زيادة دجلة إحدى وعشرين ذراعا وثلثا ، ودخل الماء إلى أكثر الدّور الشّاطيّة ، وباب التّبن ، وباب الشّعير. وغرقت القرى (١).
[خروج أبي الفتح العلويّ الملقّب بالراشد بالله]
وفيها خرج أبو الفتح الحسن بن جعفر العلويّ ، ودعي إلى نفسه ، وتلقّب بالراشد بالله. وكان حاكما على مكّة ، والحجاز ، وكثير من الشّام. فإنّ الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائبا إلى الشّام ، فسار بأمواله وحرمه ، فلقيهم في غزّة مفرّج بن جرّاح ، فحاز جميع ما معهم وقتل ياروخ (٢).
وسار مفرّج إلى الرملة فنهبها ، وأقام بها الدّعوة للراشد بالله ، وضرب السّكّة له. واستحوذت العرب على الشّام من الفرما إلى طبريّة ، وحاصروا الحصون (٣).
[امتناع ركب العراق]
ولم يحجّ ركب من العراق (٤).
[وفاة عميد الجيوش]
وفيها توفّي عميد الجيوش أبو عليّ الحسين بن جعفر عن إحدى وخمسين سنة. وكان أبوه من حجّاب الملك عضد الدّولة ، فجعل أبا عليّ برسم خدمة ابنه صمصام الدّولة ، فخدمه ، وخدم بعده بهاء الدّولة.
ثمّ ولّاه بهاء الدّولة تدبير العراق ، فقدم في سنة اثنتين وتسعين والفتن
__________________
(١) المنتظم ٧ / ٢٥١ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٤٤.
(٢) تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ٢٩٠ ، ٢٩١ ، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٤٩ ، اتّعاظ الحنفا ٢ / ٨٧ (المتن والحاشية) ، البداية والنهاية ١١ / ٣٤٤.
(٣) تاريخ الأنطاكي ٢٩١ ، المنتظم ٧ / ٢٥٢ ، وقد خلط ابن الأثير في تاريخ هذه الحوادث بين سنتي : ٣٨٦ و ٤٠١ ه. انظر : الكامل في التاريخ ٩ / ١٢٢ و ٣٣١ ، ٣٣٢.
(٤) المنتظم ٧ / ٢٥٢ ، دول الإسلام ١ / ٢٤٠ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٤٤ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٢٧. ولم يحجّ أحد من مصر أيضا. (اتعاظ الحنفا ٢ / ٨٨).