من أراد منكم التّوبة قبلت توبته ، ومن أراد خدمة السّلطان استخدم مع صاحب المعونة (١) ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمنا على نفسه ثلاثة أيّام.
فعرض ذلك عليهم ، فقالوا : نخرج. وتجدّد الفساد والاستيفاء (٢).
[انقضاض شهاب]
وفي ذي القعدة انقضّ شهاب كبير مهوّل ، ثمّ بعد جمعة انقضّ شهاب ملأ ضوؤه الأرض ، وغلب على ضوء المشاغل ، وروّع من رآه ، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله ، حتّى قيل انفرجت السّماء لعظم ما شوهد منه (٣).
[الفناء ببغداد]
وفي ذي الحجّة وقع الفناء ببغداد ، فذكر أنّه مات فيها سبعون ألفا (٤).
__________________
(١) في المنتظم ٨ / ٧٩ (١٥ / ٢٤١) : «صاحب البلد».
(٢) في المنتظم ٨ / ٧٩ (١٥ / ٢٤١ ، ٢٤٢) : «وتجدّد الاستقفاء والفساد».
(٣) المنتظم ٨ / ٧٩ (١٥ / ٢٤٢) ، الكامل في التاريخ ٤٣٩٩ ، تاريخ الزمان ٨٥ ، ٨٦.
(٤) المنتظم ٨ / ٧٩ (١٥ / ٢٤٢) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٣٩ ، تاريخ الزمان ٨٦ وفيه أخبار نكبات أخرى ، «وهبّت بعد سنة رياح قويّة في بحر فارس أغرقت أكثر من خمسين سفينة وأهلكت أكثر من ألف وخمسمائة إنسان. وفاض البحر والأنهار وتفجّرت ميازيب السماء ، واجتاحت المياه كثيرا من القرى. قيل : إن بعض الناس أفلتوا من الغرق بدفوف السفن وألواحها وما كادوا يصلون إلى البرّ حتى دهمهم الغمر وردّهم ثانية إلى البحر وأغرقهم» ، العبر ٣ / ١٥٦ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٦.