ثم قام للتهجد صلى مثنى مثنى ولا يعيد الوتر ، وعنه قول آخر : إن التعجيل مطلقا أفضل (١). وما ذهبنا نحن إليه أولى.
ج ـ لو اعتقد أنه صلى العشاء فأوتر ، ثم ذكر ، لم يعتد بالوتر عندنا ـ وبه قال الشافعي ، وأبو يوسف ، ومحمد (٢) ـ لأنه فعله قبل وقته وإن كان مخطئا ، كما لو ظن دخول الوقت فصلى قبله.
وقال أبو حنيفة : يعتد به ، لأنّ الوقت لهما وإنما بينهما ترتيب فإذا نسيه سقط بالنسيان كترتيب الفوائت (٣).
د ـ آخر وقت الوتر طلوع الفجر لأنه آخر صلاة الليل ، وهو أحد قولي الشافعي ، والآخر : يمتد وقته الى أن يشتغل بفريضة الصبح (٤).
مسألة ٧٩ : صلاة الصبح من صلوات النهار لأن أول النهار طلوع الفجر الثاني عند عامة أهل العلم لأن الإجماع على أن الصوم إنما يجب بالنهار ، والنص دلّ على تحريم الأكل والشرب بعد طلوع الفجر (٥).
وحكي عن الأعمش أنها من صلاة الليل ، وأن ما قبل طلوع الشمس من الليل يحل فيه الطعام والشراب (٦) لقوله تعالى ( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا
__________________
(١) المجموع ٤ : ١٤ ، فتح العزيز ٤ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨.
(٢) المجموع ٤ : ١٣ ، فتح العزيز ٤ : ٢٣١ و ٢٣٢ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٧٢ ، المغني ١ : ٨٢٩ ، الشرح الكبير ١ : ٧٤٦.
(٣) المبسوط للسرخسي ١ : ١٥٠ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٧٢ ، فتح العزيز ٤ : ٢٣٢ ، المغني ١ : ٨٢٩ ، الشرح الكبير ١ : ٧٤٦.
(٤) المجموع ٤ : ١٤.
(٥) إشارة إلى قوله تعالى ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ). البقرة : ١٨٧.
(٦) المجموع ٣ : ٤٥.