سنة أربع وأربعين وأربعمائة
[عودة الفتن ببغداد]
في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد ، وأحرقت جماعة دكاكين ، وكتبوا ، أعني أهل الكرخ ـ على مساجدهم : «محمد وعليّ خير البشر». وأذّنوا بحيّ على خير العمل. فتجمّع أهل القلّايين وحملوا حملة على أهل الكرخ ، فهرب النّظّارة ، وازدحموا في مسلك ضيّق ، فهلك من النّساء نيّف وثلاثون امرأة وستّة رجال وصبيّان ، وطرحت النّار في الكرخ ، وعادوا في بناء الأبواب والقتال.
فلمّا كان في سادس ذي الحجّة جرى بينهم قتال ، فجمع الطّقطقيّ قوما من الأعوان ، وكبس نهر طابق من الكرخ ، وقتل رجلين ، ونصب الرّأسين على حائط مسجد القلّايين (١).
[الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة]
وفيها جرت حروب كبيرة بين عسكر خراسان وعسكر غزنة ، وكلّهم مسلمون. وتمّ ما لا يليق من القتال على الملك ، نسأل الله العافية (٢).
[فتح الملك الرحيم البصرة]
وفيها سيّر الملك الرّحيم جيشا مع وزيره والبساسيريّ إلى البصرة ، وعليها أخوه أبو عليّ بن أبي كاليجار ، فحاصروه بها ، واقتتلوا أيّاما في السّفن (٣). ثمّ
__________________
(١) المنتظم ٨ / ١٥٤ ، (١٥ / ٣٣٥ ، ٣٣٦) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٥٩١ ، ٥٩٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٧٢ ، العبر ٣ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٥٤ ، مرآة الجنان ٣ / ٦٢ وفيه «مسجد العلائين» وهو تصحيف ، البداية والنهاية ١٢ / ٦٣.
(٢) انظر تفاصيل هذا الخبر في : الكامل في التاريخ ٩ / ٥٨٢ ـ ٥٨٥ ، والعبر ٣ / ٢٠٤ ، ودول الإسلام ١ / ٢٦١.
(٣) العبر ٣ / ٢٠٤.