بالهاء غير ما حكاه الفارسى عن أحمد بن يحيى من قولهم رجلٌ كِيصًى وقد كاصَ طعامَه يَكِيصُه ـ اذا أكله وحده وقيل رجل كِيصًى ـ ينْزِل وحده ولا ينزل مع القوم وهو الذى يسمى الحُوزِىّ والمِينَا ـ مُرْفَأُ السُّفُن يمدّ ويقصر قال فَمَدَّ
تَأطَّرْنَ فى المِيناءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ |
|
وقد لَجَّ من أثْقالِهنَّ شُحُون |
والمُزَّاءُ من الخَمْرِ يمدُّ ويقصَر* قال الفارسى* المُزَّاء ـ ضَرْب من الأشْرِبة ولم بخُصَّ به الخمرَ وأُراه احتَذَى فى ذلك مذْهَب أبى عبيد لأن عبارتَه عن المُزَّاء هكذا وأنشد
بِئْس الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ |
|
اذا جَرَى فيهمُ المُزَّاء والسَّكَرُ |
والمُزَّاءُ عنده من باب مُحوَّل التضعيف ألفِه مُنقلِبة عن ياءٍ محوّلةٍ من زاىٍ وهو عِنده إما من المِزِّ ـ وهو الفَضْل وإمَّا من المُزِّ ـ وهو الذى بين الحُلْو والحامِض ونظره بالطُّلَّاء ـ وهو الدمُ فالقول فيه كالقَوْل فى المُزَّاء ولا تكُون ألفُ المُزَّاء للتأنيث لانه لا يُوجَد فى الكلام شئٌ على هذا المِثال تكون ألفُه للتأنيثِ وتطيرُه فِعْلاءٌ لا تكون ألفُه للتأنيث أبدا إلا للالحاق نحو عِلْباءٍ وحرباءٍ إنما هو ملحَق بقِرْطاس* قال* وقد يجوزُ أن تكونَ فُعْلاءًا من الشئ المزيزِ فتكون الهمزةُ للالحاق ويحتمل أن تكون فُعَّالا من المَزِيَّة لأن الميمَ من المَزِية فاء وقد جاء فى الشعر أمزاهما من المَزِيَّة ولو كانَ مفْعِلة من الزِّىِّ فالزِّىُّ إما أن تكونَ عينُه ياءً أو واوا فلو كانتْ واوا لصحَّت كما صَحَّت فى تَقْوِيَة ولو كانت ياءً لبُيِّنت كما بُيّنت فى أخْبِيَة فاذا لم يُظهِرُوا الواوَ ولم يَبِيّنُوا الياءَ دلَّ على أنها فَعِيلة على أن مَفْعِلة مما تعتَلُّ لامه ولا يكاد يَجِىءُ ويقال مَكُثَ ومَكَث يَمْكُث مَكْثا ومِكِّيثاً ومِكِّيثاءَ وليس المدُّ بجيِّد ومُرَيْطاءُ ـ جِلْدة رقيقةٌ بين العانَة والسُّرَّة يمينا وشِمَالا حيث يَمَّرِط الشعرُ الى الرُّفْغَين وهى تصغيرُ مَرْطاء ومَصْطَكَى تمدُّ وتقصَرُ* قال الفارسى* هو أعجمىٌّ يقال مَصْطَكَى ومَصْطَكاءُ بالمدّ والقصر وصَرَّفُوا منه فِعْلا وقالوا شَرابٌ مُمَصْطَك والوَقَباء ـ موضِع يمدُّ ويقصَر والمدّ أعرفُ
وما كان من حُروف الهجاء على حرفين فالعرب تمُدُّه وتقصُره فيقولون حاءٌ وهاءٌ وخاءٌ وطاءٌ وتاءٌ وظاءٌ وثاءٌ وفاءٌ وياءٌ ومنهم من يقصُر فيقول حَا وهَا وتَا وثَا وما