بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السابعة والأربعون
سنة إحدى وستين وأربعمائة
[حريق جامع دمشق]
في نصف شعبان حريق جامع دمشق.
قال ابن الأثير (١) : كان سبب احتراقه حرب وقع بين المغاربة والمشارقة ، يعني الدولة ، فضربوا دارا مجاورة للجامع بالنّار فاحترقت ، واتّصل الحريق إلى الجامع. وكانت العامّة تعين المغاربة ، فتركوا القتال واشتغلوا بإطفاء النّار ، فعظم الأمر ، واشتدّ الخطب ، وأتى الحريق على الجامع ، فدثرت محاسنه ، وزال ما كان فيه من الأعمال النّفيسة ، وتشوّه منظره ، واحترقت سقوفه المذهّبة (٢).
[تغلّب حصن الدولة على دمشق]
وفيها وصل حصن الدّولة معلّى بن حيدرة (٣) الكتاميّ إلى دمشق ، وغلب عليها قهرا من غير تقليد ، بل بحيل نمّقها واختلقها. وذكر أنّ التّقليد بعد ذلك وافاه ، فصادر أهلها وبالغ ، وعاث ، وزاد في الجور إلى أن خربت أعمال دمشق ،
__________________
(١) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٥٩.
(٢) تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٢ / ١٢ ، تاريخ مختصر الدول ١٨٥ ، ذيل تاريخ دمشق ٩٦ ، تاريخ دولة آل سلجوق ٣٧ ، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٢٥٩ (رقم ٢٤٨) ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٦ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٣٨ ، العبر ٣ / ٢٤٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٧٠ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٧٣ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٣٠٠ ، ٣٠١ ، مرآة الزمان (في حاشية ذيل تاريخ دمشق ٩٧ ، ٩٨) ، تاريخ الخلفاء ٤٢١ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) ٢ / ١٦٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤.
وجاء في : تاريخ الفارقيّ ١٩٢ أن الحريق كان في سنة ٤٦٣ ه ، وفي الدرّة المضيّة سنة ٤٦٢ ه.
(٣) أمراء دمشق في الإسلام ٨٥ رقم ٢٥٨.