الأحكام الشرعية قتالا على طلب عثمان رضي الله عنه ، واستقلالا ببيت المال.
ومذهبهم الأصلي اتهام عليّ رضي الله عنه في الصبر على ما جرى مع عثمان رضي عنه والسكوت عنه ، وذلك عرق نزع (١).
الفصل الرابع
الخوارج (٢)
الخوارج (٣) ، والمرجئة ، والوعيدية.
__________________
(١) في الحديث إنما هو عرق نزعه ، يقال نزع إليه في الشبه إذا أشبهه ، ويقال للمرء إذا أشبه أخواله ، نزعه إليهم عرق الخال ، قال الفرزدق :
أشبهت أمك يا جرير فإنها |
|
نزعتك والأم اللئيمة تنزع |
(٢) راجع خطط المقريزي ٢ : ٣٥٢ وما يليها ومقالات الإسلاميين تحقيق الأستاذ محمد عبد الحميد ١ : ١٥٦ والبدء والتاريخ ٥ : ١٣٤ والتبصير ص ٢٦ وما بعدها وكامل المبرد ٢ : ٢٠٥ وما بعدها ط. الخيرية والفرق بين الفرق ص ٧٢.
(٣) الخوارج جمع الخارجة وهم الذين نزعوا أيديهم عن طاعة ذي السلطان من أئمة المسلمين ، بدعوى ضلالة وعدم انتصاره للحق ولهم في ذلك مذاهب ابتدعوها وآراء فاسدة اتبعوها. وإلى بعض الخوارج أشار الصلتان العبدي بقوله :
أرى أمة شهرت سيفها |
|
وقد زيد في سوطها الأصبحي |
بنجدية وحرورية |
|
وأزرق يدعو إلى أزرقي |
فملّتنا أننا المسلمون |
|
على دين صديقنا والنبي |
والسياط التي يعاقب بها السلطان الأصبحيّة ، وتنسب إلى ذي أصبح الحميري وكان ملكا من ملوك حمير وهو أول من اتخذها وهو جدّ مالك بن أنس الفقيه. (راجع الكامل وشرحه ٧ : ٨٦ وص ١٠١).
والخوارج لائقون عن عشرين فرقة وهذه أسماؤها : المحكمة الأولى والأزارقة ، والنجدات ، والصّفرية ، ثم العجاردة المفترقة فرقا منها : الخازميّة ، والشعيبيّة ، والمعلومية والمجهولية ، وأصحاب طاعة لا يراد الله تعالى بها ، والصلتية ، والأخنسية ، والشبيبيّة ، والشيبانية ، والمعبدية ، والرشيدية ، والمكرمية ، والحمزية ، والشمراخية ، والإبراهيمية ، والواقفة ، والإباضية ..
ويقال للخوارج : الشراة والحرورية ، والنواصب ، والحكمية ، والمارقة. فالشراة ، بضم الشين سموا أنفسهم بهذا الاسم زاعمين أنهم شروا أنفسهم من الله ، والحرورية : نسبة إلى حروراء وهي قرية أو كورة بظاهر الكوفة. والنواصب ، جمع ناصب وناصبي وهو الغالي في بغض علي بن أبي طالب ... (راجع مقالات الأشعري تحقيق الأستاذ محمد محي الدين عبد الحميد ١ : ١٥٦).