المكنى بأبي الصحاري ؛ وهو الذي غلب على الكوفة ، وقتل من جيش الحجاج أربعة وعشرين أميرا ، كلهم أمراء الجيوش ، ثم انهزم إلى الأهواز ؛ وغرق في نهر الأهواز وهو يقول : (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (١).
وذكر اليمان (٢) أن الشبيبية يسمون مرجئة الخوارج ؛ لما ذهبوا إليه من الوقف في أمر صالح. ويحكى عنه أنه برئ منه وفارقه ، ثم خرج يدعي الإمامة لنفسه ، ومذهب شبيب ما ذكرناه من مذاهب البيهسية ، إلا أن شوكته وقوته ومقاماته مع المخالفين مما لم يكن لخارج من الخوارج ، وقصته مذكورة في التواريخ.
٥ ـ العجاردة (٣)
أصحاب عبد الكريم (٤) بن عجرد ، وافق النجدات في بدعهم ، وقيل : إنه كان من أصحاب أبي بيهس ، ثم خالفه وتفرد بقوله : تجب البراءة عن الطفل حتى يدعى إلى الإسلام ، ويجب دعاؤه إذا بلغ ، وأطفال المشركين في النار مع آبائهم ، ولا يرى المال فيئا حتى يقتل صاحبه ، وهم يتولون القعدة إذا عرفوهم بالديانة ، ويرون الهجرة فضيلة لا فريضة ، ويكفرون بالكبائر ، ويحكى عنهم أنهم ينكرون كون سورة يوسف من القرآن ، ويزعمون أنها قصة من القصص ، قالوا : ولا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن.
__________________
(١) سورة يس : الآية ٣٨.
(٢) هو اليمان بن رباب ، خراساني. قال الدارقطني : ضعيف من الخوارج ، وهو من جلّتهم ورؤسائهم. كان نظارا متكلما مصنفا للكتب. له كتاب التوحيد وكتاب الردّ على المعتزلة في القدر وغيرها. (راجع لسان الميزان ٦ : ٣١٦ والفهرست ص ٨٢٥).
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٩٣ والتبصير ص ٣٢ ومقالات الإسلاميين ١ : ١٦٤).
(٤) هو رئيس العجاردة ، وكان من أتباع عطية بن أسود الحنفي وقد حبسه السلطان ، ولما اختلف من أتباعه ميمون وشعيب في المشيئة كتب إليه أتباعه وهو في حبس السلطان في ذلك فكتب في جوابهم : إنما نقول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا نلحق بالله سوءا فوصل الجواب إليهم بعد موت ابن عجرد وادعى ميمون أنه قال بقوله لأنه قال : لا نلحق بالله سوءا. وقال شعيب : بل قال بقولي ، لأنه قال : نقول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. (الفرق بين الفرق ص ٩٥ ـ ٩٦).