(أ) الأخنسية (١) : أصحاب أخنس (٢) بن قيس ، من جملة الثعالبة ، وانفرد عنهم بأن قال : أتوقف في جميع من كان في دار التقية من أهل القبلة ؛ إلا من عرف منه إيمان فأتولاه عليه ، أو كفر فأتبرأ منه ، وحرموا الاغتيال والقتل ، والسرقة في السر ، ولا يبدأ أحد من أهل القبلة بالقتال حتى يدعى إلى الدين ، فإن امتنع قوتل ؛ سوى من عرفوه بعينه على خلاف قولهم ، وقيل إنهم جوزوا تزويج المسلمات من مشركي قومهم أصحاب الكبائر ، وهم على أصول الخوارج في سائر المسائل.
(ب) المعبديّة (٣) : أصحاب معبد بن عبد الرحمن ، كان من جملة الثعالبة خالف الأخنس في الخطأ الذي وقع له في تزويج المسلمات من مشرك ، وخالف ثعلبة فيما حكم من أخذ الزكاة من عبيدهم ، وقال : إني لأبرأ منه بذلك ، ولا أدع اجتهادي في خلافه ، وجوزوا أن تصير سهام الصدقة سهما واحدا في حال التقية.
(ج) الرّشيديّة (٤) : أصحاب رشيد الطوسي ، ويقال لهم العشرية ، وأصلهم أن الثعالبة كانوا يوجبون فيما سقى بالأنهار والقنى نصف العشر ، فأخبرهم زياد (٥) بن عبد الرحمن أن فيه العشر ، ولا تجوز البراءة ممن قال فيه نصف العشر
__________________
(١) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٠١ والتبصير ص ٣٣).
(٢) في الفرق بين الفرق : سمّاه عبد القاهر «الأخنس» ولم يزد. وقال : كان في بدء أمره على قول الثعالبة في موالاة الأطفال ، ثم خنس من بينهم ، أي تنحّى واستخفى.
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (التبصير ص ٣٣ والفرق بين الفرق ص ١٠١) حيث قال : «والفرقة الثانية منهم معبدية قالت بإمامة رجل منهم بعد ثعلبة اسمه معبد خالف جمهور الثعالبة في أخذ الزكاة من العبيد وإعطائهم منها ...».
(٤) في مقالات الإسلاميين أنها تسمى «العشرية» أيضا. وفي الفرق بين الفرق ص ١٠٢ : «والفرقة الخامسة من الثعالبة يقال لها «رشيدية» نسبوا إلى رجل اسمه رشيد ، وانفردوا بأن قالوا : فيما سقي بالعيون والأنهار الجارية نصف العشر ، وإنما يجب العشر الكامل فيما سقته السماء. وخالفهم زياد بن عبد الرحمن فأوجب فيما سقي بالعيون والأنهار الجارية العشر الكامل».
(٥) هو رأس الزيادية وقد أكفر أصحابه شيبان بن سلمة الخارجي في قوله بتشبيه الله سبحانه لخلقه.