عند حدوثها ووجودها ، ونقل عنه أنه تبرأ من شيبان ، وأكفره حين نصر الرجلين ، فوقعت عامة الشيبانية بجرجان (١) ، ونسا (٢) ، وأرمينية (٣) ، والذي تولى شيبان وقال بتوبته : عطية الجرجاني وأصحابه.
(ه) المكرميّة (٤) : أصحاب مكرم بن عبد الله العجلي ، كان من جملة الثعالبة وتفرد عنهم بأن قال تارك الصلاة كافر ، لا من أجل ترك الصلاة ولكن من أجل جهله بالله تعالى. وطرد هذا في كل كبيرة يرتكبها الإنسان. وقال : إنما يكفر لجهله بالله تعالى ، وذلك أن العارف بوحدانية الله تعالى ، وأنه المطلع على سره وعلانيته ، المجازي على طاعته ومعصيته ، أن يتصور منه الإقدام على المعصية ، والاجتراء على المخالفة ما لم يغفل عن هذه المعرفة ، ولا يبالي بالتكليف منه وعن هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن» الخبر.
وخالفوا الثعالبة في هذا القول وقالوا : بإيمان الموافاة ، والحكم بأن الله تعالى إنما يتولى عباده ويعاديهم على ما هم صائرون إليه من موافاة الموت ، لا على أعمالهم التي هم فيها ؛ فإن ذلك ليس بموثوق به إصرارا عليه ما لم يصل المرء إلى آخر عمره ، ونهاية أجله. فحينئذ إن بقي على ما يعتقده فذلك هو الإيمان فنواليه ، وإن لم يبق فنعاديه. وكذلك في حق الله تعالى : حكم الموالاة والمعاداة على ما علم منه حال الموافاة ، وكلهم على هذا القول.
(و) المعلوميّة والمجهوليّة (٥) : كانوا في الأصل حازمية ، إلا أن المعلومية قالت : من لم يعرف الله تعالى بجميع أسمائه وصفاته فهو جاهل به ، حتى يصير
__________________
(١) مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان. (معجم البلدان ٢ : ١١٩).
(٢) مدينة وبيئة بخراسان. (معجم البلدان ٥ : ٢٨٢).
(٣) اسم لصقع واسع في جهة الشمال وهما كبرى وصغرى. (معجم البلدان ١ : ١٦٠).
(٤) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٠٣ والتبصير ص ٣٤ والمقريزي ص ١٨٠).
(٥) في المقريزي والفرق والتبصير أنهم أتباع : «أبي مكرم» وفي الاعتقادات : أتباع «مكرم».