(أ) الحفصيّة (١) : هم أصحاب حفص (٢) بن أبي المقدام ، تميز عنهم بأن قال إن بين الشرك والإيمان خصلة واحدة ، وهي معرفة الله تعالى وحده. فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو قيامة أو جنة أو نار ، أو ارتكب الكبائر من الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، فهو كافر لكنه بريء من الشرك.
(ب) الحارثيّة (٣) : أصحاب الحارث (٤) الإباضي. خالف الإباضية في قوله بالقدر على مذهب المعتزلة ، وفي الاستطاعة قبل الفعل ، وفي إثبات طاعة لا يراد بها الله تعالى (٥).
(ج) اليزيديّة (٦) : أصحاب يزيد (٧) بن أنيسة قال بتولي المحكمة الأولى قبل الأزارقة ، وتبرأ من بعدهم إلا الإباضية فإنه يتولاهم. وزعم أن الله تعالى سيبعث رسولا من العجم ، وينزل عليه كتابا قد كتب في السماء ، وينزل عليه جملة واحدة.
ويترك شريعة المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ، ويكون على ملة الصابئة
__________________
(١) راجع بشأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٠٤ والتبصير ص ٣٤).
(٢) هو أحد أصحاب عبد الله بن إباض. (راجع المقريزي ٤ : ١٨٠ والتعريفات ص ٦١).
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٠٥ والتبصير ص ٣٥).
(٤) جاء في التبصير وحده «الحارث بن مزيد الإباضي».
(٥) أكفرهم سائر الإباضية في قولهم في باب القدر بمثل قول المعتزلة لأن جمهورهم على قول أهل السنّة في أن الله تعالى خالق أعمال العباد وفي أن الاستطاعة مع الفعل. وزعمت الحارثية أنهم لم يكن لهم إمام بعد المحكمة الأولى إلّا عبد الله بن إباض وبعده حارث بن يزيد الإباضي. (راجع الفرق بين الفرق ص ١٠٥ والتعريفات ص ٥٥).
(٦) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٧٩ والتبصير ص ٨٣ ومقالات الإسلاميين ١ : ١٧٠).
(٧) يزيد بن أنيسة. وفي المحدثين من اسمه زيد بن أبي أنيسة ، له ترجمة في ميزان الاعتدال للذهبي برقم ٢٩٩٠ وقد يختلط بهذا على بعض الناس. كان يزيد من البصرة ثم انتقل إلى جور من أرض فارس وكان على رأي الإباضية من الخوارج ثم خرج عن قول جميع الأمة بقوله إن شريعة الإسلام تنسخ في آخر الزمان برسول من العجم ينزل عليه كتاب وأتباعه هم الصابئون المذكورون في القرآن. (راجع الفرق بين الفرق ص ٢٧٩ والتعريفات ص ١٧٤).