والذين اعتزلوا إلى جانب فلم يكونوا مع علي رضي الله عنه في حروبه ، ولا مع خصومه ، وقالوا : لا ندخل في غمار الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم : عبد الله بن عمر (١) ، وسعد (٢) بن أبي وقاص ، ومحمد (٣) بن مسلمة الأنصاري ، وأسامة (٤) بن زيد بن حارثة الكلبي ، مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال قيس (٥) بن أبي حازم : كنت مع علي رضي الله عنه في جميع أحواله وحروبه حتى قال في يوم صفين : «انفروا إلى بقية الأحزاب ، انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله ، وأنتم تقولون : صدق الله ورسوله» فعرفت أي شيء كان يعتقد في الجماعة ، فاعتزلت عنه.
الفصل الخامس
المرجئة (٦)
الإرجاء على معنيين :
أحدهما : بمعنى التأخير كما في قوله تعالى : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) (٧) ، أي أمهله وأخره.
والثاني : إعطاء الرجاء.
__________________
(١) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المتوفى سنة ٧٣ ه. (راجع ترجمته في أسد الغابة ٣ : ٢٢٧).
(٢) هو سعد بن مالك ، وهو سعد بن أبي وقاص أسلم قبل أن تفرض الصلاة وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجنة توفي سنة ٥٥ ه. (راجع ترجمته في أسد الغابة ٢ : ٢٩٠ والعقد الفريد ص ٥٢).
(٣) هو محمد بن مسلمة الأنصاري الأوسي كان صاحب العمال أيام عمر توفي سنة ٤٦ ه. (راجع أسد الغابة ٤ : ٣٣٠).
(٤) تقدمت ترجمته.
(٥) هو قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي. بصري. كان ثقة كثير العبادة. (راجع لسان الميزان ٢ : ١٦١ وابن الأثير ٣ : ١٥٢).
(٦) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٣٩ والتبصير ص ٥٩ ومقالات الإسلاميين تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ١ : ١٩٧).
(٧) سورة الأعراف : الآية ١١١.