وعمرو (١) بن ذر ، وحماد (٢) بن أبي سليمان ، وأبو حنيفة ، وأبو يوسف (٣) ، ومحمد بن الحسن ، وقديد (٤) بن جعفر.
وهؤلاء كلهم أئمة الحديث ، لم يكفروا أصحاب الكبائر بالكبيرة ولم يحكموا بتخليدهم في النار خلافا للخوارج والقدرية.
الفصل السادس
الشيعة
الشيعة الذين شايعوا عليا رضي الله عنه على الخصوص. وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية ، إما جليا ، وإما خفيا ، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده ، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره ، أو بتقية من عنده. وقالوا : ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم ، بل هي قضية أصولية ، وهي ركن الدين ، لا يجوز للرسل عليهم الصلاة والسلام إغفاله وإهماله ، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله.
يجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص ، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبا عن الكبائر والصغائر. والقول بالتولي والتبري قولا ، وفعلا ، وعقدا ، إلا في حال التقية ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك ، ولهم في تعدية الإمام كلام وخلاف كثير ، وعند كل تعدية وتوقف : مقالة ، ومذهب ، وخبط.
__________________
(١) هو عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمذاني الكوفي. كان يرى الأرجاء. توفي سنة ١٥٣ ه. (راجع تهذيب التهذيب ٧ : ٤٤٤).
(٢) هو فقيه الكوفة كان يرمى بالأرجاء. كان جوادا كريما. لا يقول بخلق القرآن. توفي سنة ١٢٠ ه.
(تهذيب التهذيب ٣ : ١٦).
(٣) هو القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الكوفي صاحب أبي حنيفة توفي سنة ١٨٢ ه. (راجع ابن خلكان ٢ : ٤٠٠).
(٤) كان فقيها من أصحاب الرأي. أخذ عن أبي حنيفة وله يد في علم الكلام. (راجع الجواهر المضيئة ١ : ٤١٣).