ألا إنّ الأئمّة من قريش |
|
ولاة الحقّ أربعة سواء |
عليّ والثّلاثة (١) من بنيه |
|
هم الأسباط ليس بهم خفاء |
فسبط سبط (٢) إيمان وبرّ |
|
وسبط (٣) غيّبته كربلاء |
وسبط (٤) لا يذوق الموت حتّى |
|
يقود الخيل يقدمه اللّواء |
تغيّب لا يرى فيهم زمانا |
|
برضوى (٥) عنده عسل وماء |
وكان السيد الحميري أيضا يعتقد فيه أنه لم يمت ، وأنه في جبل رضوى بين أسد ونمر يحفظانه ، وعنده عينان نضّاختان تجريان بماء وعسل ، وأنه يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، وهذا هو أول حكم بالغيبة ، والعودة بعد الغيبة حكم به الشيعة.
ثم اختلفت الكيسانية بعد انتقال محمد بن الحنفية في سوق الإمامة ، وصار كل اختلاف مذهبا.
* * *
(ب) الهاشمية : أتباع أبي هاشم (٦) بن محمد بن الحنفية ، قالوا بانتقال محمد بن الحنفية إلى رحمة الله ورضوانه ، وانتقال الإمامة منه إلى ابنه أبي هاشم ، قالوا : فإنه أفضى إليه أسرار العلوم ، وأطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس ، وتقدير التنزيل على التأويل ، وتصوير الظاهر على الباطن. قالوا : إن لكل ظاهر باطنا ، ولكل شخص روحا ، ولكل تنزيل تأويلا. ولكل مثال في هذا العالم
__________________
(١) الثلاثة من بنيه ، يعني بهم : محمد بن الحنفية ، والحسن ، والحسين.
(٢) يعني بسبط الإيمان الحسن بن علي.
(٣) السبط الذي غيبته كربلاء يعني به الحسين بن علي وقد قتل في كربلاء بالعراق.
(٤) السبط الذي لا يذوق الموت (وفي رواية : لا تراه العين) هو محمد بن الحنفية.
(٥) رضوى : جبل عند ينبع لجهينة بينه وبين الحوراء ، والحوراء : فرضة من فرض البحر ترفأ إليها السفن مصر وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية مقيم به. وجبل رضوى على مسيرة يوم من ينبع إلى المدينة. (معجم البلدان ٣ : ٥١).
(٦) تقدمت ترجمته.