الثواب والعقاب في هذه الأشخاص ، إما أشخاص بني آدم ، وإما أشخاص الحيوانات قال : وروح الله تناسخت حتى وصلت إليه وحلت فيه ، وادعى الإلهية والنبوة معا ، وأنه يعلم الغيب ، فعبده الحمقى ، وكفروا بالقيامة لاعتقادهم أن التناسخ يكون في الدنيا والثواب والعقاب في هذه الأشخاص ، وتأول قول الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا) (١) الآية. على أن من وصل إلى الإمام وعرفه ارتفع عنه الحرج في جميع ما يطعم ، ووصل إلى الكمال والبلاغ.
وعنه نشأت : الخرّميّة ، والمزدكية بالعراق. وهلك عبد الله بخراسان ، وافترقت أصحابه. فمنهم من قال إنه حي لم يمت ويرجع.
ومنهم من قال بل مات وتحولت روحه إلى إسحاق بن زيد الحارث الأنصاري ، وهم الحارثية الذين يبيحون المحرمات ، ويعيشون عيش من لا تكليف عليه.
وبين أصحاب عبد الله بن معاوية ، وبين أصحاب محمد بن علي خلاف شديد في الإمامة. فإن كل واحد منهما يدعي الوصية من أبي هاشم إليه ، ولم يثبت الوصية على قاعدة تعتمد.
(ج) البيانيّة : (٢) أتباع بيان (٣) بن سمعان التميمي. قالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إليه. وهو من الغلاة القائلين بإلهية أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. قال : حل في عليّ جزء إلهي ، واتحد بجسده ، فيه كان يعلم الغيب ، إذ أخبر عن الملاحم وصح الخبر. وبه كان يحارب الكفار وله النصرة والظفر. وبه قلع باب
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٩٣.
(٢) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٣٦ والتبصير ص ٧٢ وشرح المواقف ٨ : ٣٥٨ واعتقادات فرق المسلمين ص ٥٧ وكامل ابن الأثير ٥ : ٨٢).
(٣) تقدمت ترجمته. ظهر بالعراق في أوائل القرن الثاني من الهجرة.