(د) الرّزامية (١) : أتباع رزام بن رزم. ساقوا الإمامة من علي إلى ابنه محمد. ثم إلى ابنه هاشم. ثم منه إلى علي بن عبد الله بن عباس بالوصية ، ثم ساقوها إلى محمد بن علي وأوصى محمد إلى ابنه : إبراهيم الإمام وهو صاحب أبي مسلم الذي دعا إليه وقال بإمامته. وهؤلاء ظهروا بخراسان في أيام أبي مسلم حتى قيل إن أبا مسلم كان على هذا المذهب ، لأنهم ساقوا الإمامة إلى أبي مسلم ، فقالوا : له حظ في الإمامة وادعوا حلول روح الإله فيه. ولهذا أيده على بني أمية حتى قتلهم عن بكرة أبيهم واصطلمهم (٢). وقالوا بتناسخ الأرواح.
والمقنّع (٣) الذي ادّعى الإلهية لنفسه على مخاريق أخرجها كان في الأول على
__________________
ـ سنة ١٢٠ ه وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يحاسبه فسجنه يوسف وعذبه ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد. توفي سنة ١٢٦ ه / ٧٤٣ م. (راجع الأغاني ج ٢٢ تحقيق الأستاد سمير جابر ط. دار الكتب العلمية ص ٥ وتهذيب ابن عساكر ٥ : ٦٧).
(١) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٥٦ ومقالات الإسلاميين ١ : ٩٤ والتبصير ٧٦ وفي «تاج العروس» ٨ : ٣١٢») أنهم طائفة من غلاة الشيعة يقولون بإمامة أبي مسلم الخراساني بعد المنصور. ومنهم من يدعي الإلهية. منهم المقنّع الذي أظهر لهم القمر في تخشب وعلى رأيه اليوم جماعة فيما وراء النهر.
(٢) والاصطلام : إذا أبيد قوم من أصلهم قيل اصطلموا. واصطلمهم : استأصلهم. (اللسان مادة صلم).
(٣) هو عطاء الساحر ، المقنع الخراساني. كان في مبدأ أمره قصارا من أهل مرو ، وكان يعرف شيئا من السحر والنيرنجات فادعى الربوبية من طريق التناسخ ، وكان مشوّه الخلق أعور ألكن قصيرا. وكان لا يسفر عن وجهه بل اتخذ وجها من ذهب فتقنّع به ، فلذلك قيل له المقنّع. وقد غلب على العقول بتمويهاته وسحره ، ومن جملة ما أظهر لهم صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهر من موضعه ثم يغيب. فعظم اعتقادهم فيه. وقد ذكر المعري هذا القمر في قوله :
أفق إنما البدر المقنّع رأسه |
|
ضلال وغيّ مثل بدر المقنّع |
وإليه أشار ابن سناء الملك في قوله :
إليك فما بدر المقنّع طالعا |
|
بأسحر من ألحاظ بدر المعمّم |
ولما اشتهر أمره ثار عليه الناس وقصدوه في قلعته التي اعتصم بها وحصروه فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن سما فمتن منه. ثم تناول شربة من ذلك السمّ فمات. ودخل المسلمون قلعته فقتلوا من فيها من أشياعه وأتباعه وذلك في سنة ١٦٣ ه. (راجع ابن خلكان ١ : ٤٠٢ والذهبي في حوادث سنة ١٦١ ه والعبر ١ : ٢٣٥ ، ٢٤٠).