وهذا قوله في القدر : هو أمر بين أمرين : لا جبر ولا تفويض.
وكان يقول في الدعاء : اللهم لك الحمد إن أطعتك ، ولك الحجة إن عصيتك. لا صنع لي ولا لغيري في إحسان ، ولا حجة لي ولا لغيري في إساءة.
فنذكر الأصناف الذين اختلفوا فيه ونعدهم ، لا على أنهم من تفاصيل أشياعه ، بل على أنهم منتسبون إلى أصل شجرته ، وفروع أولاده ، ليعلم ذلك.
(ب) النّاووسيّة (١) : أتباع رجل يقال له : ناووس (٢) ، وقيل نسبوا إلى قرية ناووسا(٣) ، قالت إن الصادق حي بعد ، ولن يموت حتى يظهر فيظهر أمره. وهو القائم المهدي. ورووا عنه أنه قال : لو رأيتم رأسي يدهده (٤) عليكم من الجبل فلا تصدقوا ، فإني صاحبكم صاحب السيف.
وحكى أبو حامد الزّوزني أن الناووسية زعمت أن عليا باق وستنشق الأرض عنه يوم القيامة فيملأ الأرض عدلا.
(ج) الأفصحيّة (٥) : قالوا : بانتقال الإمامة من الصادق إلى ابنه عبد الله
__________________
(١) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٦١ والتبصير ص ٢٢ ومقالات الإسلاميين للأشعري ١ : ٩٧).
(٢) في «الفرق بين الفرق» : «هم أتباع رجل من أهل البصرة كان ينتسب إلى ناووس بها».
ويقول الأشعري : «وهذه الفرقة تسمى الناووسية لقبوا برئيس لهم لهم يقال له عجلان بن ناووس من أهل البصرة».
وجاء في الحور العين ص ١٦٢ أنهم : «أتباع رجل يقال له ناووس ، وقيل : نسبوا إلى قرية ناووسي».
وفي فرق الشيعة أيضا ص ٦٧ «النّاووسيّة نسبة إلى عجلان بن ناوس ، وهو رئيس لهم من أهل البصرة وتسمى هذه الفرقة بالصارميّة».
(٣) لم نهتد في المراجع التي لدينا على قرية بهذا الاسم.
(٤) يدهدهه : يدحرجه ، والفعل دهده.
(٥) سماها عبد القاهر في الفرق بين الفرق : العماريّة ، وقال : «هم منسوبون إلى زعيم منهم يسمى عمارا ، وهم يسوقون الإمامة إلى جعفر الصادق ، ثم زعموا أن الإمام بعده ولده عبد الله ، وكان أكبر أولاده ، وكان أفطح الرجلين ، ولهذا قيل لأتباعه «الأفطحيّة».