ولم يعقب ، ومن مختلف في موته ، ومن قائم بعد موته مدة يسيرة ، ومن ميت غير معقب ، وكان موسى هو الذي تولى الأمر وقام به بعد موت أبيه ، رجعوا إليه واجتمعوا عليه مثل المفضل بن عمر ، وزرارة بن أعين ، وعمار الساباطي.
وروت الموسوية عن الصادق رضي الله عنه أنه قال لبعض أصحابه : عدّ الأيام فعدّها من الأحد حتى بلغ السبت ، فقال له : كم عددت؟ فقال : سبعة ، فقال : جعفر سبت السبوت ، وشمس الدهور ، ونور الشهور. من لا يلهو ولا يلعب ، وهو سابعكم قائمكم هذا. وأشار إلى ولده موسى الكاظم. وقال فيه أيضا : إنه شبيه بعيسى عليهالسلام.
ثم إن موسى لما خرج وأظهر الإمامة حمله هارون الرشيد من المدينة فحبسه عند عيسى بن جعفر (١) ، ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك (٢) ، وقيل إن يحيى بن خالد بن برمك سمّه في رطب فقتله وهو في الحبس ، ثم أخرج ودفن في مقابر قريش ببغداد واختلفت الشيعة بعده.
فمنهم من توقف في موته وقال : لا ندري أمات أم لم يمت! ويقال لهم الممطورة ، سماهم بذلك عليّ بن إسماعيل ، فقال : ما أنتم إلا كلاب ممطورة (٣) ، ومنهم من قطع بموته ويقال لهم القطعية ، ومنهم من توقف عليه ، وقال إنه لم يمت ، وسيخرج بعد الغيبة ، ويقال لهم الواقفة.
(ز) الاثنا عشريّة (٤) : إن الذين قطعوا بموت موسى الكاظم بن جعفر
__________________
(١) من أمراء العباسيين وهو أخو زبيدة زوج الرشيد توفي سنة ١٩٢ ه. (الطبري ١٠ : ٥٣ و ١٠٩).
(٢) السندي بن شاهك : كان يلي الجسرين ببغداد أيام الرشيد وقد وكلّه بدور البرامكة سرا. قال : فوكلت بدورهم سرا على خوف مني ووجل ... وأن يتصل خبر توكيلي بهم فيكون سبب هلاكي فظللت يومي مهموما. فلما كان في السحر إذا على بغل خرج فيه جثة جعفر مقطوعة نصفين وكتاب الرشيد إليّ بصلب كل نصف على أحد الجسرين ففعلت ذلك. (راجع الجهشياري ص ٢٣٦).
(٣) أراد أنهم أنتن من جيف لأن الكلاب إذا أصابها المطر فهي أنتن من الجيف فلزمهم هذا اللّقب فإذا قيل إنه ممطور فقد عرف أنه من الواقفة على موسى بن جعفر. (فرق الشيعة ص ٨١).
(٤) سمّاها عبد القاهر «القطعيّة» (ص ٦٤) وذكر الأشعري هذه الفرقة ١ : ٨٨ ، ١٠١ وذكر أوجه الاختلاف ولكنه لم يسمها باسم. (راجع التبصير ص ٢٣).