ومنهم من قال بإلهيتها جميعا ، ويقدمون عليا في أحكام الإلهية ، ويسمونهم العينية.
ومنهم من قال بإلهيتهما جميعا ، ويفضلون محمدا في الإلهية ويسمونهم الميمية.
ومنهم من قال بالإلهية لجملة أشخاص أصحاب الكساء (١) : محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وقالوا خمستهم شيء واحد. والروح حالة فيهم بالسّويّة ، لا فضل لواحد منهم على الآخر ، وكرهوا أن يقولوا فاطمة بالتأنيث ، بل قالوا فاطم ، بلا هاء ، وفي ذلك يقول بعض شعرائهم :
تولّيت بعد الله في الدّين خمسة |
|
نبيّا ، وسبطيه ، وشيخا ، وفاطما |
(د) المغيريّة (٢) : أصحاب المغيرة بن سعيد (٣) ، العجلي ، ادعى أن الإمامة بعد محمد بن عليّ بن الحسين في : محمد النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، الخارج بالمدينة ، وزعم أنه حي لم يمت.
وكان المغيرة مولى لخالد (٤) بن عبد الله القسري ، وادعى الإمامة لنفسه بعد
__________________
(١) عن أم سلمة ، قالت : جاءت فاطمة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم تحمل خزيرة لها ، فقال : «أدعي زوجك وابنيك». فجاءت بهم فطعموا. ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا فقال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». فقلت : يا رسول الله وأنا معهم أنا من أهلك ، قال : «تنحي ، فإنك إلى خير». فأنزل الله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وفي عليّ وحسن ، وحسين وفاطمة. (راجع مجمع البيان ٤ : ٣٥٧ وإرشاد العقل السليم ٤ : ٢١١).
(٢) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٣٨ والتبصير ص ٧٣ ومقالات الإسلاميين ١ : ٦٨ والبدء والتاريخ ٥ : ١٣٠ وتاريخ ابن الأثير ٥ : ٨٢ والنجوم الزاهرة ١ : ٢٨٣).
(٣) المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي أبو عبد الله : دجّال مبتدع يقال له الوصاف. قالوا إنه جمع بين الإلحاد والتنجيم. كان مجسما ويقول بتأليه عليّ وتكفير الصحابة إلّا من ثبت مع عليّ. ويزعم أنه هو أو علي (في رواية الذهبي) لو أراد أن يحيى عادا وثمودا لفعل. توفي سنة ١١٩ ه / ٧٣٧ م. (راجع ميزان الاعتدال ٣ : ١٩١ وتاريخ الإسلام للذهبي ٥ : ١).
(٤) خالد بن عبد الله القسري : كان أمير العراقين لهشام بن عبد الملك. توفي سنة ١٢٦ ه. (ابن خلكان ١ : ٢١١).