كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (١) وزعم أنه نزل في حق عمر قوله تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ* فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) (٢).
ولما أن قتل المغيرة اختلف أصحابه ، فمنهم من قال بانتظاره ورجعته ، ومنهم من قال بانتظار إمامة محمد ، كما كان يقول هو بانتظاره ، وقد قال المغيرة بإمامة أبي جعفر محمد بن عليّ رضي الله عنهما ، ثم غلا فيه وقال بإلهيته فتبرأ منه الباقر ولعنه ، وقد قال المغيرة لأصحابه : انتظروه ، فإنه يرجع ، وجبريل وميكائيل يبايعانه بين الركن والمقام وزعم أنه يحيي الموتى.
(ه) المنصوريّة (٣) : أصحاب أبي منصور (٤) العجلي ، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر في الأول ، فلما تبرأ منه الباقر وطرده زعم أنه هو الإمام ، ودعا الناس إلى نفسه ، ولما توفي الباقر قال : انتقلت الإمامة إليّ وتظاهر بذلك وخرجت جماعة منهم بالكوفة في بني كندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفي والي العراق في أيام هشام بن عبد الملك على قصته وخبث دعوته ، فأخذه وصلبه.
زعم أبو منصور العجلي أن عليا رضي الله عنه هو الكسف الساقط من السماء. وربما قال : الكسف الساقط من السماء هو الله تعالى. وزعم حين ادعى
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٧٢.
(٢) سورة الحشر : الآية ١٦.
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٤٣ وفرق الشيعة ص ٣٤ ومقالات الإسلاميين ١ : ٧٤ والتبصير ص ٧٣).
(٤) أبو منصور العجلي : رجل من عبد القيس كان يسكن الكوفة. كان أميا لا يقرأ ونشأ بالبادية ، فلما مات أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ادّعى أبو منصور هذا أن أبا جعفر فوّض إليه أمره وجعله وصيّة من بعده ثم تجاوز ذلك فادعى نفسه أنه نبي ورسول ، وأن جبريل يأتيه بالوحي من عند الله ، وزعم أن الله تعالى أرسل محمداصلىاللهعليهوسلم بالتنزيل ، وأرسله هو بالتأويل ، واستمرت فتنة هذا الضال المخرق حتى وقف على عوراته يوسف بن عمر الثقفي فأخذه وصلبه. ثم قام من بعده ابنه الحسين بن أبي منصور فتنبأ وادعى مرتبة أبيه فقتله المهدي العباسي مع جماعة من أصحابه وصلبهم. (راجع فرق الشيعة ص ٣٨ والفرق بين الفرق ص ٢٤٣).