وزعمت طائفة (١) أن الإمام بعد أبي الخطاب : عمير (٢) بن بيان العجلي ، وقالوا كما قالت الطائفة الأولى ، إلا أنهم اعترفوا بأنهم يموتون ، وكانوا قد نصبوا خيمة بكناسة الكوفة يجتمعون فيها على عبادة الصادق رضي الله عنه. فرفع خبرهم إلى يزيد (٣) بن عمر بن هبيرة ، فأخذ عميرا فصلبه في كناسة الكوفة. وتسمى هذه الطائفة العجلية والعميرية أيضا.
وزعمت طائفة (٤) أن الإمام بعد أبي الخطاب مفضل (٥) الصيرفي. وكانوا يقولون بربوبية جعفر دون نبوته ورسالته. وتسمى هذه الفرقة المفضلية.
وتبرأ من هؤلاء كلهم جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه وطردهم ولعنهم ، فإن القوم كلهم حيارى ، ضالون ، جاهلون بحال الأئمة تائهون.
(ز) الكيّاليّة : أتباع أحمد (٦) بن الكيال ، وكان من دعاة واحد من أهل البيت بعد جعفر بن محمد الصادق ، وأظنه من الأئمة المستورين.
ولعله سمع كلمات علمية فخلطها برأيه القائل ، وفكره العاطل ، وأبدع مقالة في كل باب علمي على قاعدة غير مسموعة ، ولا معقولة ، وربما عاند الحسن في بعض المواضع.
__________________
(١) راجع في شأن هذه الفرقة. (التبصير ص ٧٤ ومقالات الإسلاميين ١ : ٧٨ والفرق بين الفرق ص ٢٤٩).
(٢) عمير بن بيان العجلي ، وقيل : عمرو بن بيان العجلي رئيس العمروية وهم من الفرق الخارجة عن فرق الإسلام. عبدوا جعفرا وسموه ربا وقالوا بإلهيته وبتكذيب الذين قالوا منهم إنهم لا يموتون وقالوا : إنّا نموت ، ولكن لا يزال خلف منّا في الأرض أئمة أنبياء. (راجع التبصير ص ٧٤ والفرق بين الفرق ص ٢٤٩).
(٣) قتله خازم بن خزيمة سنة ١٣٢ ه. (راجع ابن خلكان ٢ : ٢٦٧ والمعارف ص ١٤٠).
(٤) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٢٥٠ والتبصير ص ٧٤ والمقالات ١ : ٧٨).
(٥) مفضل الصيرفي ، زعيم المفضلية الذين قالوا بإلهية جعفر دون نبوته وتبرءوا من أبي الخطاب لبراءة جعفر منه. (الفرق بين الفرق ص ٢٥٠).
(٦) أحمد الكيال الملحد. وقد كان ضالا مضلا وقد صنّف كتابا في الضلالة والترهات. (اعتقادات ص ٦١).