ولما كانت أصول علمه ما ذكرناه ، فانظر كيف يكون حال الفروع؟!.
(ح) الهشاميّة (١) : أصحاب الهشامين : هشام (٢) بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه ، وهشام (٣) بن سالم الجواليقي الذي نسج على منواله في التشبيه.
وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة ، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام ، منها في التشبيه ، ومنها في تعلق علم الباري تعالى.
حكى ابن الراوندي عن هشام أنه قال : إن بين معبوده وبين الأجسام تشابها ما ، بوجه من الوجوه ، ولو لا ذلك لما دلت عليه.
وحكى الكعبي عنه أنه قال : هو جسم ذو أبعاض ، له قدر من الأقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء.
ونقل عنه أنه قال : هو سبعة أشبار بشبر نفسه ، وأنه في مكان مخصوص ، وجهة مخصوصة ، وأنه يتحرك ، وحركته فعله ، وليست من مكان إلى مكان.
وقال : هو متناه بالذات ، غير متناه بالقدر. وحكى عنه أبو عيسى الوراق (٤) أنه قال : إن الله تعالى مماس لعرشه ، لا يفضل منه شيء عن العرش ، ولا يفضل من العرش شيء عنه.
__________________
(١) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٦٥ ومقالات الإسلاميين ١ : ١٠٢ وما بعدها والتبصير ص ٢٣).
(٢) هو أبو محمد : متكلم مناظر كان شيخ الإمامية في وقته. صنف كتبا منها «الإمامة» و «القدر» توفي نحو سنة ١٩٠ ه / نحو ٨٠٥ م. (راجع منهج المقال ص ٣٥٩ وسفينة البحار ٢ : ٧١٩).
(٣) هو مولى بشر بن مروان كنيته أبو محمد وأبو الحكم كان من سبي الجوزجان روى عن الإمامين أبي عبد الله وأبي الحسن وهو من شيوخ الرافضة. (راجع فهرست الطوسي ص ١٧٤ وابن النديم ص ٢٠٥ والانتصار ص ٦).
(٤) هو محمد بن هارون الوراق أبو عيسى. له تصانيف على مذهب المعتزلة وكان من نظاريهم ثم خلط وقال بالمنانية ونصر الثنوية ووضع لها الكتب يقوي مذهبها ويؤكد قولها. نفته المعتزلة وطردته عنها. توفي سنة ٢٤٧ ه. (لسان الميزان ٥ : ٤١٢ والانتصار ص ١٤٩ وما بعدها).