إلزاماته على المعتزلة ، فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ، ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنه ألزم العلاف فقال : إنك تقول : الباري تعالى عالم بعلم ، وعلمه ذاته ، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم ، ويباينها في أن علمه ذاته ، فيكون عالما لا كالعالمين ، فلم لا تقول : إنه جسم لا كالأجسام ، وصورة لا كالصور ، وله قدر لا كالأقدار ، إلى غير ذلك؟
ووافقه زرارة (١) بن أعين في حدوث علم الله تعالى ، وزاد عليه بحدوث قدرته ، وحياته ، وسائر صفاته ، وأنه لم يكن قبل حدوث هذه الصفات : عالما ، ولا قادرا ، ولا حيا ، ولا سميعا ، ولا بصيرا ، ولا مريدا ، ولا متكلما.
وكان يقول بإمامة عبد الله بن جعفر ، فلما فاوضه في مسائل ، ولم يجده بها مليا رجع إلى موسى بن جعفر ، وقيل أيضا إنه لم يقل بإمامته إلا أنه أشار إلى المصحف وقال : هذا إمامي ، وإنه كان قد التوى على عبد الله بن جعفر بعض الالتواء.
وحكى عن الزرارية (٢) أن المعرفة ضرورية. وأنه لا يسع جهل الأئمة. فإن معارفهم كلها فطرية ضرورية. وكل ما يعرفه غيرهم بالنظر فهو عندهم أوّليّ ضروري وفطرياتهم لا يدركها غيرهم.
(ط) النّعمانية (٣) أو الشيطانيّة : أصحاب محمد (٤) بن النعمان أبي جعفر الأحول ، الملقب بشيطان الطاق. وهم الشيطانية أيضا.
__________________
(١) هو زرارة بن أعين الشيباني بالولاء أبو الحسن : رأس الفرقة «الزرارية» من غلاة الشيعة ونسبتها إليه. كان متكلما شاعرا ، له علم بالأدب. وهو من أهل الكوفة قيل : اسمه «عبد ربه» وزرارة لقبه. من كتبه «الاستطاعة والجبر». (راجع نهاية الأرب ص ٢٢٤ والمحبر ص ٢٤٧).
(٢) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٧٠ ومقالات الإسلاميين ١ : ١٠٠ والتبصير ص ٢٤ وفهرست ابن النديم ومنهاج السنة لابن تيمية ١ : ٢٩٨ ط بولاق).
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٧١ وسماها الشيطانية ومقالات الإسلاميين ١ : ١٠٧ والتبصير ص ٢٤).
(٤) نسب إلى سوق في طاق المحامل بالكوفة. كان يجلس للصرف بها. ولما بلغ هشام بن الحكم شيخ الرافضة أنهم لقّبوه شيطان الطاق سماه هو ، مؤمن الطاق ، ودرجت على ذلك الشيعة. له مع أبي حنيفة مناظرات. كان شاعرا لكنه اشتغل بالكلام عن الشعر. له كتب. (راجع لسان الميزان ٥ : ٣٠٠ وفهرست الطوسي ص ١٣١).