وذكر عن هشام بن سالم ، ومحمد بن النعمان أنهما أمسكا عن الكلام في الله ، ورويا عمن يوجبان تصديقه أنه سئل عن قول الله تعالى : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (١) قال : إذا بلغ الكلام إلى الله تعالى فأمسكوا ، فأمسكا عن القول في الله ، والتفكر فيه حتى ماتا ، هذا نقل الوراق.
ومن جملة الشيعة :
(ي) اليونسيّة (٢) : أصحاب يونس (٣) بن عبد الرحمن القمّي مولى آل يقطين. زعم أن الملائكة تحمل العرش ، والعرش يحمل الرب تعالى ، إذ قد ورد في الخبر : أن الملائكة تئط أحيانا من وطأة عظمة الله تعالى على العرش.
وهو من مشبهة الشيعة ، وقد صنف لهم كتبا في ذلك.
(ك) النّصيريّة (٤) ، والإسحاقيّة (٥) : من جملة غلاة الشيعة. ولهم جماعة
__________________
(١) سورة النجم : الآية ٤٢.
(٢) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٧٠ ومقالات الإسلاميين ١ : ١٠٦ والتبصير ص ٢٤).
(٣) هو يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين ، أبو محمد : فقيه إمامي عراقي ، من أصحاب موسى بن جعفر. كان علي بن موسى (الرضا) يشبهه بسلمان الفارسي. ولد أيام هشام بن عبد الملك. له نحو ثلاثين كتابا منها : الدلالة على الخير ، والشرائع ، وجوامع الآثار ، والردّ على الغلاة ... توفي سنة ٢٠٨ ه / ٨٢٣ م. (راجع منه. ج المقال ص ٣٧٧ وفهرست الطوسي ص ١٨١).
(٤) تكلم النوبختي في كتابه فرق الشيعة عن فرقة من غلاة الشيعة تنتسب إلى محمد بن نصير النميري فقال في ص ٧٨ : «وقد شذّت فرقة من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري ، وكان يدعي أنه نبي بعثه أبو الحسن العسكري. وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم ويحلّل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويزعم أن ذلك من التواضع والتذلل وأنه من الشهوات والطيبات وأن الله عزوجل لم يحرم شيئا من ذلك. وكان يقوي أسباب هذا النميري محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات». (راجع شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٣٠٩ وتعريفات ص ١٦٣).
(٥) هي التي أحدثها إسحاق بن زيد بن الحارث وكان من أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكان يقول بالإباحة وإسقاط التكليف ويثبت لعلي شركة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم صارت الإسحاقية مثل النصيرية فقالوا إن الله حلّ في عليّ. (راجع ابن أبي الحديد ٢ : ٣٠٩ وتعريفات ص ١٧).