الراوندي (١). ومن المتأخرين : أبو جعفر الطوسي (٢).
٥ ـ الإسماعيلية
قد ذكرنا أن الإسماعيلية امتازت عن الموسوية وعن الاثني عشرية بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر ، وهو ابنه الأكبر المنصوص عليه في بدء الأمر.
قالوا : ولم يتزوج الصادق رضي الله عنه على أمة بواحدة من النساء ، ولا تسرّى بجارية كسنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حق خديجة رضي الله عنها ، وكسنّة عليّ رضي الله عنه في حق فاطمة رضي الله عنها.
وقد ذكرنا اختلافاتهم في موته في حال حياة أبيه :
فمنهم من قال إنه مات ، وإنما فائدة النص عليه انتقال الإمامة منه إلى أولاده خاصة كما نص موسى على هارون عليهماالسلام ثم مات هارون في حال حياة أخيه ، وإنما فائدة النص انتقال الإمامة منه إلى أولاده. فإن النص لا يرجع قهقرى ، والقول بالبداء محال. ولا ينص الإمام على واحد من أولاده إلا بعد السماع من آبائه. والتعيين لا يجوز على الإبهام والجهالة.
ومنهم من قال : إنه لم يمت ، ولكنه أظهر موته تقية عليه حتى لا يقصد بالقتل ، ولهذا القول دلالات : منها أن محمدا كان صغيرا ، وهو أخوه لأمه ؛ مضى إلى السرير الذي كان إسماعيل نائما عليه ورفع الملاءة فأبصره وقد فتح عينيه فعاد إلى أبيه مفزعا وقال : عاش أخي ، عاش أخي. قال والده : إن أولاد الرسول عليه الصلاة والسلام كذا تكون حالهم في الآخرة. قالوا : ومنها السبب في الإشهاد على
__________________
(١) أبو الحسين أحمد بن يحيى الراوندي العالم المشهور. له مقالة في علم الكلام له نحو مائة وأربعة عشر كتابا منها : كتاب فضيحة المعتزلة وكتاب التاج وكتاب الزمرّد وغير ذلك توفي سنة ٢٤٥ ه. وعمره أربعون سنة. (ابن خلكان ص ٣٣).
(٢) محمد بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي فقيه الشيعة أخذ عن ابن النعمان وطبقته. له مصنفات كثيرة في الكلام على مذهب الإمامية أحرقت كتبه بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر. مات بمشهد سنة ٤٦٠ ه. (لسان الميزان ٥ : ١٣٥).