في تعيين ذلك الواحد ، أو في الزيادة على ذلك الواحد. وذكر المشيحا وآثاره ظاهر في الأسفار ، وخروج واحد في آخر الزمان هو الكوكب المضيء الذي تشرق الأرض بنوره أيضا متفق عليه ، واليهود على انتظاره. والسبت يوم ذلك الرجل ، وهو يوم الاستواء بعد الخلق.
وقد اجتمعت اليهود عن آخرهم على أن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض استوى على عرشه مستلقيا على قفاه ، واضعا إحدى رجليه على الأخرى.
وقالت فرقة منهم إن ستة الأيام التي خلق الله تعالى فيها السموات والأرض هي ستة آلاف سنة. فإن يوما عند الله كألف سنة مما تعدون ، بالسير القمري. وذلك هو ما مضى من لدن آدم عليهالسلام إلى يومنا هذا ، وبه يتم الخلق. ثم إذا بلغ الخلق إلى النهاية ابتداء الأمر. ومن ابتداء الأمر يكون الاستواء على العرش. والفراغ من الخلق. وليس ذلك أمرا كان ومضى ، بل هو في المستقبل إذا عددنا الأيام بالألوف.
الفصل الثاني
النصارى
النصارى (١) أمة المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته عليهالسلام. وهو المبعوث حقا بعد موسى عليهالسلام ، المبشر به في التوراة. وكانت له آيات ظاهرة. وبينات زاهرة ، ودلائل باهرة ، مثل إحياء الموتى (٢) ، وإبراء الأكمه (٣) والأبرص (٤) ، ونفس وجوده وفطرته آية كاملة على صدقه. وذلك حصوله من غير نطفة
__________________
(١) في اشتقاق هذا الاسم اختلاف. قال ابن عباس هو من ناصرة : قرية كان يسكنها عيسى فنسبوا إليها. وقيل سموا بذلك لتناصرهم أي نصرة بعضهم بعضا. وقيل إنما سموا بذلك لقوله من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله. (راجع اللسان مادة نصر ومجمع البيان ص ١٢٦).
(٢) إحياؤه الموتى بإذن الله تعالى والمحيي حقيقة هو الله جلّت قدرته لكنه أجرى الإحياء على يد المسيح ليكون ذلك آية نبوته ورسالته.
(٣) الأكمه : الأعمى. يولد عليه الإنسان وربما كان من مرض.
(٤) البرص : بياض يعتري الجلد ، وخص هذان بالذكر لأنهما عياءان ، تعذر شفاؤهما على يد الأطباء.