والسبالية (١) والبوطينوسية (٢) والبولية (٣) ، إلى سائر الفرق.
١ ـ الملكانية (٤)
أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية. قالوا : إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح ، وتدرعت بناسوته. ويعنون بالكلمة : أقنوم العلم. ويعنون بروح القدس : أقنوم الحياة. ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابنا ، بل المسيح مع ما تدرع به ابن. فقال بعضهم : إن الكلمة مازجت جسد المسيح كما يمازج الخمر أو الماء اللبن.
وصرحت الملكانية بأن الجوهر غير الأقانيم ، وذلك كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا بإثبات التثليث ، وأخبر عنهم القرآن : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) (٥) وقالت الملكانية : إن المسيح ناسوت كلي لا جزئيّ ، وهو قديم أزلي ، من قديم أزلي. وقد ولدت مريم عليهاالسلام إلها أزليا. والقتل والصلب وقع على
__________________
(١) السبالية أو السابليوسية نسبة إلى سابليوس من قساوسة مصر في القرن الثالث الذي أظهر عقيدته بأن الله أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته أبا وصار إنسانا في العهد الجديد بصفته ابنا وحلّ في الرسل بصفته روح القدس والذي اتحد بالإنسان جزء من الأب كالذي حلّ بالرسل فقاومه ديوناسيوس البطريرك ونفاه ومن تبعه من مصر فذهبوا إلى رومية حيث عقد مجمعها ورفض تعاليمه. (تاريخ الكنيسة ١ : ١٧٠).
(٢) النوءتوسية : وقد حرفت إلى البوطينوس نسبة إلى نوءتوس من قساوسة القرن الثالث من أزمير. ذهب إلى أن الله هو الأب. قد اتحد بالإنسان الذي هو المسيح فدعا بالابن وبه ولد وتألم. (تاريخ الكنيسة ١ : ١٧٠).
(٣) البولية أو البولسية نسبة لبولس الشمشاطي أو السميساطي نسبة إلى سميساط. مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم يسكنها الأرمن ويقال للبولية البوليقانيون. وقد ذهب بولس وكان من قساوسة القرن الثالث إلى أن الله جوهر قديم وأحد وأقنوم واحد ...». (تاريخ الكنيسة ١ : ١٦٢ و ١٧٠ وابن حزم ١ : ٤٨).
(٤) وقيل لها الملكائية نسبة إلى ملك الروم وهم يقولون إن الله اسم لثلاثة معان فهو واحد ثلاثة وثلاثة واحد. وو قالوا إن اتحاد الله تعالى بعيسى كان باقيا حالة صلبه. (المقريزي ٤ : ٤٠٨ واعتقادات ص ٥٤).
(٥) سورة المائدة : الآية ٧٣.